فاطمة عطفة (أبوظبي)
تحت شعار «عام من الثقافة في عالم بأكمله»، احتفل يوم أمس بمرور عام على افتتاح «مكتبة محمد بن راشد» في دبي، وقد تضمن برنامج الاحتفال سلسلة من الفعاليات الفكرية والثقافية المتنوعة بين ورش عمل ترفيهية وتعليمية للأطفال والكبار، وقراءات شعرية وندوات فكرية وثقافية، إضافة إلى عروض كرتونية وموسيقية وغنائية، وألعاب ذهنية، إلى جانب تقديم جلسة أدبية لنادي الكتاب، وجاء الختام مع أوركسترا الإمارات السمفونية للأطفال والشباب.
وفي أحد أركان المكتبة، نظمت ندوة أدبية لكوكبة من الكتاب المشاركين في جلسة الإبداع الأدبي، أدارها الشاعر ياسر دحي، بمشاركة الروائية مريم عمر مصبح، والشاعرة والروائية روضة إبراهيم عرب، والروائية فاطمة الغيلاني، والكاتبة زينب المرزوقي، والكاتب أحمد عبدالله النقبي الذي استعرض مسيرته الأدبية، كاشفاً عن أعماله المنشورة، قائلاً إن كل إنسان لابد من شرارة تضيء له الطريق الأدبي، مؤكداً أنه منذ الطفولة مهتم بالابتكار والإبداع، مشيراً إلى أن الإبداع في الكتابة أمانة يجب أن تصل للناس، وكشف النقبي عن التحديات التي ترافق الكتابة، وأوضح أن الخيال سمة من سمات الإبداع، وأن يحمل الكاتب حلماً واسعاً، ويسأل نفسه: كيف يمكن أن أوصل الرسالة إلى المجتمع؟ واستخلص أن الكاتب يستخدم خياله في السرد، وأن لكل كاتب هدفاً ورسالة يريد أن يوصلها للقارئ.
مخزون فكري 
واستفاضت روضة عرب في الحديث عن تجربتها الأدبية التي بدأت من الطفولة بحب القراءة والكتابة إلى أن أفضت إلى كتابة الشعر، وشاركت في معارض الكتب، مشيرة إلى أهمية القراءة في تكوين شخصية الكاتب وما تثير فيه من خيال وتفضي إليه من مخزون فكري واسع ومعرفة ثقافية في فروع الأدب، قالت: الكتابة ملكة وموهبة وحتى الذكاء الاصطناعي يحتاج لأن يعطيه الإنسان المعلومات، والكاتب يستمد أفكاره من الواقع المحيط به ويعمل على تحويل تلك الرؤى إلى شعر وسرد، وهي ترى أن الكتابة أمانة لأن الإنسان يذهب والكلمة تبقى، لافتة إلى أنها تكتب كل ما هو مفيد للناس.
وأشارت الكاتبة مريم عمر مصبح إلى أهمية دعم دولة الإمارات للمواهب، قائلة: حبي للأدب والشعر منذ أيام الجامعة، كنت أكتب في المجلات الدورية باللغة الإنجليزية، متأثرة بدراستها، ثم بدأت أكتب باللغة العربية، مشيرة إلى أنها أصدرت كتابين، ومحبتها للقصص البوليسية كانت منذ البداية، مما جعلها تكتب الرواية بحبكة بوليسية. وأوضحت مصبح أن الشباب يحتاجون إلى معرفة المصطلحات العربية، والاطلاع على الأدب العربي قديمه وحديثه، مبينة أهمية القراءة في إغناء تجربة الكاتب فعليه أن يقرأ أكثر مما يكتب، وألمحت في الختام إلى أن برامج الإذاعة مهمة جداً والاستماع إليها مفيد.
وانطلقت الكاتبة زينب المرزوقي من خلال تجربتها التربوية في التعليم، وهي مدرسة وأرادت أن تحول تجربتها التعليمية وما تمر به إلى أدب، وقالت: الكتابة رسالة تصل إلى الناس عن طريق قصة أو رواية أو قصيدة وقد اشتغلت على هذا الموضوع إلى أن أثمر، وبدأت البحث عن دار مناسبة للنشر. وكشفت المزروعي عن أنها تعمل حالياً على كتاب البحث في التجربة التعليمية في الإمارات بين الماضي والحاضر، وكيف تم تطور هذه التجربة.
دائرة الاطلاع
أما الكاتبة فاطمة الغيلاني، فقد تحدثت عن تجربتها الأدبية قائلة: لكل كاتب طقوسه في الكتابة حيث يكتب على سجيته، موضحة أنها بدأت تستخدم المفردات في الكتابة، وأخذت تطلع على الروايات وشاركت في معارض عدة للكتاب، وقالت: تشجيع أمي لي كان منذ الطفولة، وقرأت لأهم الشعراء، مؤكدة أهمية القراءة والاطلاع على الأدب العربي والعالمي، وهذه الأدوات ساعدتها في تجربتها الأدبية حتى أصدرت كتابها الأول. ونبّهت الغيلاني إلى أهمية معارض الكتب التي تنظم في دولة الإمارات، مما يوسع دائرة الاطلاع واختيار ما يناسب الذائقة.