سعد عبد الراضي (أبوظبي)

الشاعر والروائي السوري أديب حسن محمد، لم تشغله مهنته في مجال الطب عن الاستمرار في ترسيخ تجربته الإبداعية، حيث أصدر منذ نهاية التسعينيات عدداً كبيراً من الإصدارات الشعرية والنقدية والروائية، وحصل على عدد من الجوائز، من بينها جائزتا سعاد الصباح والبياتي عام 1999 وجائزة طنجة المغربية لأفضل مجموعة شعرية مطبوعة عام 2004.
يتحدث أديب حسن، في البداية لـ (الاتحاد) عن المشهد الثقافي بالإمارات: يزخر المشهد بالمبدعين في الشعر والقصة والرواية والنقد وأدب الأطفال، كما أن الأنشطة الثقافية المتميزة التي تقدمها المؤسسات، ترفد هذه الحركة الأدبية باستمرار مثل معارض الكتاب في أبوظبي والشارقة والأمسيات الأدبية والمؤتمرات، بالإضافة إلى قطاع النشر الذي يضم عدداً كبيراً من دور النشر التي تقدم إصدارات متنوعة في كل مجالات الآداب والفنون.
وأضاف: إن اهتمام أبوظبي بتواصل الحضارات، وبالاقتصاد الإبداعي، من خلال المتاحف، والأنشطة النوعية سواء تلك المتعلقة بالمؤتمرات والمهرجانات التي تقوم بها دائرة الثقافة والسياحة، ومركز أبوظبي للغة العربية التابع لها، وجميع المؤسسات المعنية بالثقافة والمعرفة، كل هذا جعل من أبوظبي وجهة ثقافية عالمية، كما يقدم فرع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فيها الكثير من النشاطات.

الرواية والشعر
عن علاقته بالكتابة الروائية يقول أديب حسن: كان اهتمامي الأساسي بالطبع يدور في فلك الشعر، ولكن من خلال رحلتي بدت لدي اهتمامات قصصية نلت من خلالها بعض الجوائز، الأمر الذي هيأني للمشاركة في تحكيم عدد من المسابقات الخاصة بالقصة، من بينها جائزة مجلة العربي الكويتية، التي كانت تنظم بالاشتراك مع إذاعة الـ BBC، وهكذا بدأت تتبلور لدي فكرة روايتي الأولى «الخزّاف الطائش»، التي استغرقت في كتابتها سبع سنوات، ما بين هواجس وتحضير وتدوين حتى انتهيت من كتابتها في دبي سنة 2017 وصدرت 2020.
وعن أسلوبه في كتابة الشعر يؤكد: هو مزيج فطرة وتجريب، فليس من السهل تحميل الشعر مقولات ذهنية وفلسفية، الشعر ابن الحياة بكل تناقضاتها، وبكل الانفعالات والاعتمالات الإنسانية الداخلية التي تميز الإنسان في رحلة وجوده المحفوفة بالأسئلة الحادة. الشعر هو التعبير الأمثل عن هذه الأسئلة، فعليه أن يكون قادراً على التأثير، ولن يتأتى ذلك إلا بالمزج الساحر بين البساطة والرمز. 
وعن رأيه في الشعر بسوريا حالياً يقول: أنا أنتمي لجيل التسعينيات الشعري الذي ترافق بروزه مع ظهور الجوائز الشعرية حتى سميّ بجيل الجوائز، وكان للأمر ألقه في البداية، حين كانت الجوائز تتجه للمنجز الشعري وليس العكس. والشعر السوري بخير تتوارثه أجيال، ويقدم باستمرار أسباب الريادة والتميز في مشهد الشعرية العربية المعاصرة.
الطب والكتابة
وعن الموازنة بين ممارسته للطب والإبداع الأدبي يقول أديب حسن: كثيراً ما أجبت في الماضي عن هذا السؤال برومانسية مفرطة تتجافى مع واقع الحال، الآن وبعد أكثر من أحد عشر كتاباً، أستطيع القول وبثقة: إن الطب والأدب متنافران وبينهما عداوة وعلاقة عكسية، الطب مهنة متطلبة وتستلزم إخلاصاً وتفرغاً ومتابعة للمستجدات وما أكثرها، الأمر الذي يستنزف الطاقة ولا يترك الهامش اللازم للإبداع الأدبي الذي يستلزم بدوره تفرغاً، والطب في النهاية مهنة مثل باقي المهن، سوى أنه يتطلب التواصل المستمر مع كل جديد، الأمر الذي يضيّق على الأدب، ويؤثر عليه سلباً، فالأدب المثمر يستلزم التفرغ والإخلاص.