فاطمة عطفة (أبوظبي)

مسرحية «فاوست» للشاعر الألماني يوهان غوته كانت موضوع المناقشة في «مؤسسة بحر الثقافة» أول أمس، بحضور د. عماد خلف من نادي تراث الإمارات، والكاتب والمخرج المسرحي صالح كرامة، بالإضافة إلى عضوات المؤسسة، وأدارت الجلسة الكاتبة آن الصافي قائلة إن «فاوست» تعد واحدة من أهم الأعمال الأدبية العالمية، بسبب ما تتضمنه من مشاهد وحوارات تتسم بالتفكر والغوص في الذات الإنسانية، وتعكسها في حوارات على ألسنة أبطالها بصياغة أدبية متميزة، مبينة أن المسرحية تعبر عن الصراع الأزلي بين قوى الخير والشر، وهل في وسع الإنسان أن يختار طريقه للوصول إلى نهايات سعيدة.
وأكدت الصافي أهمية هذا العمل بتقدير معظم نقاد الأدب، وهو مستوحى من قصة الساحر الألماني في القصص الشعبي، وهي من ترجمة محمد عوض محمد، وقام بتقديمها عميد الأدب العربي د. طه حسين، وتتألف من جزأين.
وتحدث كرامة مبيناً أن «فاوست» عمل كلاسيكي فلسفي عميق، مشيراً إلى أن الترجمة جاءت بأسلوب شعري ولغة راقية في بنائها التعبيري. 
وفي مداخلة الروائية مريم الغفلي، أشارت إلى علاقتها بالعمل، حيث قرأته في سن مبكرة وتأثرت به مما دفعها للمواصلة في القراءات الأدبية، مبينة أنها تجده من أهم الأعمال العالمية التي تتطرق للقضايا الإنسانية والأسئلة الوجودية.
وأوضحت نشوة جمعة من معهد غوته أن الشاعر الألماني الكبير قدم أعمالاً أدبية كرست جمالياتها في الثقافة الألمانية، وساعد على انتشارها عالمياً، إلى جانب أعماله الإبداعية الأخرى التي رفعت اسمه إلى مصاف العظماء لما قدمه لوطنه من أدب، ما جعل اسم «غوته» يقترن بمركز تعليم الألمانية في وطنه وفي جميع دول العالم تكريماً لشخصه ولإبداعه.
في كلمة لعضو المؤسسة الدكتور عماد خلف من نادي التراث، ذكر أن غوته يتغلغل في الذات الإنسانية، وكلما قرأنا له وجدنا أن عبقريته تجاوزت عصره، فبراعته في فاوست استحقت أن تجعلها واحدة من أهم الأعمال الأدبية العالمية مع الألياذة والأوديسة، وألف ليلة وليلة ومئة عام من العزلة.
واختتمت الكاتبة آن الصافي إدارة الجلسة بتساؤلات: «ما الذي يجعل العمل الأدبي عالمياً؟ هل الترجمة، هل سمات العمل وأدواته؟ هل يوجد لدينا في عصرنا هذا أعمال أدبية عربية عالمية؟ وهل ننتظر إنجازات في هذا المجال كما حقق ابن الإمارات سلطان النيادي إنجازاً علمياً تاريخياً يحسب لوطنه وللعالم العربي أجمع.