محمد نجيم (الرباط)
بتقنيات عالية وأسلوب فني ينهل من أعرق مدارس الخط العربي، يأخذنا الفنان والخطاط المغربي رشيد إغلي إلى عوالمه الفنية المدهشة في معرضه المنظم حديثاً برواق باب الجديد في مدينة تيزنيت، حيث يقدم فيه رشيد إغلي أعماله التي تستمد مقوماتها الجمالية من روح الخط العربي وأنساقه الجمالية المتنوعة، أعمال فنية قادرة على إحداث هزة بصرية لدى المتلقّي الذي ينتشي بسحر الحرف وتموُّجات الخطوط، ففي هذه الأعمال خاصيات جمالية مبتكرة وبوحٍ بصري قادر على إتاحة أكثر من قراءة للعمل الفنّي.

دائرية الكون
يقول الفنان والحروفي رشيد إغلي لـ«الاتحاد»: إن تجربته في معرضه «حياة من أحرف» هي تجربة فيها تصادي مع تجربة الشاعر العراقي أديب كمال الدين، الذي اشتغل على الحرف في مجموعة من أشعاره بل ولُقِّب بالشاعر الحروفي، وسيلاحظ المتلقي أن البطائق المصاحبة للأعمال تحمل أبيات شعرية للشاعر». وعن الأشكال التي يشتغل عليها، يقول الفنان إغلي: بالنسبة للأشكال التي أشتغل عليها أعني التراكيب فهي تعتمد بالأساس على النقطة والدائرة والحرف ولماذا الدائرة؟ يقول: فهي إشارة إلى دائرية الكون. وبهذا ففعل الكتابة هو قمة التجريد في مقارنته مع المدارس الغربية وتناولها للتجريد، فالتجريد بالنسبة لي هو هذا الحرف الذي يحمل كماً هائلاً وحضوراً لا نهائي للمعنى. وهذا ما يجعل تجربتي هذه في مهدها ولا زالت تعد بمركبات غنية.