فاطمة عطفة (أبوظبي)

رواية «قناع بلون السماء» للكاتب الفلسطيني باسم خندقجي، والمرشحة للجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» ضمن القائمة الطويلة، كانت موضوعاً للمناقشة أول أمس خلال جلسة للملتقى الأدبي، وأدارت الحوار أسماء صدِّيق المطوع مؤسسة الملتقى، حيث أشارت إلى أن الرواية تحمل الكثير من الأسئلة لا الأجوبة، رواية مفعمة بتاريخ لأشخاص يتماهى مع تاريخ المدن وبجغرافية مكان سكن قاطنيه بأكثر ما سكنوه هم. ويستهل الكاتب روايته بأبيات مختارة من «جدارية» محمود درويش. ولا يلمح القارئ إضاءة مريحة إلا في نهاية العمل، وكأن الشمس تشرق فجأة في حياة الكاتب بعد معاناة طويلة أخذت منه ما يقارب 230 صفحة. فالبطل نور بن مهدي الشهدي ماتت أمه بنزيف حاد بعد ولادته ونشأ برعاية جدته، وقد جعل من سيارة أبيه المعطلة محلاً لبيع الشاي والقهوة والعيش بصمت في بيته بعيداً عن الناس.
ونور درس ونجح في الثانوية بتفوق، وفوجئ بأن والده لم يشاركه فرحة النجاح. وتابع دراسة التاريخ والآثار في الجامعة، وكان يعمل في مجالات متعددة ليؤمن أقساط الدراسة، حتى تخرج بعد سبع سنوات. 
وكان فتى طموحاً، محباً لدراسة اللغات، فدرس «الإنجليزية» و«العبرية» حتى أتقنهما، وراح يبحث عن عمل في إرشاد السياح. والرواية حافلة بالأحداث العاصفة، وبنيتها الدرامية تضم شبكة واسعة من الثنائيات المتعاكسة، فالقناع الأزرق يقابله وجه مضمر لكنه أبيض مشرق، وصمت والد البطل نور وانطواؤه على نفسه يقابله تفاؤل الشيخ الصوفي.. وغير ذلك كثير.