فاطمة عطفة (أبوظبي)

رواية «المرآة: رابعة العدوية»، للكاتب بهمن شكوهي كانت موضوع جلسة النقاش في صالون «الملتقى الأدبي»، والتي نظمت بالتعاون مع الاتحاد النسائي العام. أدارت الجلسة أسماء صديق المطوع، مؤسسة الملتقى، قائلة: «أهلاً ومرحباً بكم في أمسية جديدة من أمسيات صالون الملتقى الأدبي، وهي أولى أمسياتنا في شهر رمضان المبارك، أعاده الله عليكم بالخير والبركة، نتشرف فيها باستضافة الاتحاد النسائي العام لنا، ولطالما كان الاتحاد النسائي هو المظلة الحامية والشاملة لكل فعاليات المرأة، ولكل جهود التطوير والتثقيف التي عاشتها النساء في الإمارات تحت رعاية القيادة التاريخية الملهمة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، «أم الإمارات»، حيث ندين لهما جميعاً بنعمة التمكين والتطور، فكل الشكر للاتحاد ولنورة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، ولكم جميعاً. 
رحلة صوفية
وتابعت المطوع، مشيرة إلى أن مناقشة الرواية تأتي في إطار مبادرات صالون الملتقى الأدبي في شهر القراءة، والرواية تتعرض لحياة المتصوفة الشهيرة رابعة العدوية بصورة أدبية، والرواية تبدأ من الطفولة المبكرة لرابعة في إحدى ضواحي البصرة وقت القحط، ثم سفرها مع أخويها وعملها كمغنية، وشهرتها التي قادتها للقاء الحسن البصري وتأثرها به، لتبدأ من بعدها رحلتها الصوفية.
وجاء في مداخلة د. جميلة خانجي، أن تصوير حياة رابعة شكل رحلة روحية لرواية خيالية تخللتها تجارب وتجليات اتخذت من روح التاريخ مرتكزاً لها. وقد استهل بهمن عمله في حكم عميقة وبإهداء جميل لجميع نماذج المرأة في حياته: الأم والخالة والأخوات والزوجة، رمزية جميلة لمكانة المرأة في هذه الحياة. وأشارت خانجي إلى جمال أسلوب الكاتب، وإلى أن لغته رصينة والفصول الأولى جاءت بلغة بسيطة ومباشرة لقصة رابعة الطفلة التي عانت منذ ولادتها لكونها الأخت الرابعة لأب ينتظر ولداً، ولكن ظروف القحط أجبرتها على الذهاب مع أخويها إلى البصرة من أجل توفير لقمة العيش. وهناك بدأت موهبة الغناء تتفتح لديها.
وتحدثت رنا منزلجي قائلة: عندما نتكلم عن سيرة رابعة، فإننا نتكلم عن فيلسوفة في الإسلام، فهي شخصية حكيمة وعابدة، وتظهر الرواية الأجواء الصعبة التي عاشتها في مشاحنات سياسية واجتماعية وحالات من غنى كبير وفقر شديد، وتشير أحداث الرواية إلى نزعة التصوف التي انطلقت منها رابعة خلال هذه الأجواء، حيث بيعت وخدمت في بيت التاجر صالح لتقوم برعاية ابنته المقعدة، لكن زوجته الطيبة أهدتها مرآة، ومن هذه المرآة كان يظهر لها القرين الذي رافقها في تجلياتها الصعبة.
أما سعدية الجابري، فقد أشارت إلى أن هذا العمل الروائي يظهر أهمية الحرية، كما أن الرواية تشمل نقاشات فلسفية ونقاطاً تاريخية مرت بها المنطقة في تلك الحقبة التاريخية، والرواية تعطي سلطة كبيرة للمرأة في مجتمع كانت فيه سلطة الرجال قائمة. الرواية من تأليف بهمن شكوهي، وترجمة د. بشار سلمان حلوم، منشورات «دار ياسمينا» بدمشق.