أبوظبي (وكالات) بات الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا محوريًا في تجربة الشراء الإلكتروني.في عصر تتسارع فيه التقنيات وتتغير فيه أنماط التسوق التقليدية،  لم يعد الأمر مقتصرًا على قراءة تقييمات المستهلكين فقط، بل تطوّر ليشمل أنظمة ذكية تقوم بتحليل آلاف المراجعات، وتقدير جودة المنتجات، بل وحتى تقديم توصيات شخصية للمستخدم. وبالرغم  من ما يحمله هذا التطور من مزايا، يثار التساؤل: هل يمكننا الوثوق بتقييمات يصنعها الذكاء الاصطناعي؟ هل هي شفافة أم مضللة؟

وتعتبر تقييمات أي منتج مصدراً مهماً للمعلومات عند التسوق عبر الإنترنت، على الأقل من الناحية الظاهرية. ومع ذلك فإن هذه التقييمات غالباً ما تكون مضللة أو تبالغ في تقدير المنتجات لصالح البائع أو تقلل من جودة المنتج لصالح منتجات أخرى منافسة.
ومع ظهور تطبيقات الذكاء الاصطناعي تفاقمت مشكلة موضوعية تقييمات المنتجات التي يواجهها المستهلكون. وتعتقد جمعية صناعة تكنولوجيا المعلومات الألمانية "بيتكوم" أن الذكاء الاصطناعي سيلعب دورا متزايد الأهمية في تقييمات المنتجات في المستقبل.
تقول سوزان ديميل  عضو مجلس إدارة بيتكوم  "من ناحية يتيح الذكاء الاصطناعي إمكانية إنتاج تقييمات متنوعة للغاية وتبدو صادقة بسهولة أكبر"، لذلك يخشى الكثيرون من تجار التجزئة من أن يؤثر طوفان التقييمات المضللة والمزيفة باستخدام الذكاء الاصطناعي على أعمالهم. ومن ناحية أخرى  فإن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع فقط إنتاج تقييمات مزيفة، لكنه يستطيع أيضا اكتشاف التقييمات المزيفة المنتجة باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي نفسه. وتقول ديميل سيتم استخدام الذكاء الاصطناعي بصورة متزايدة من جانب شركات تشغيل منصات التجارة الإلكترونية لتحديد التقييمات المزيفة وحذفها. وهذا سيعتمد ليس فقط على تحليل نصوص التقييمات نفسها وإنما تحديد وجود أنماط متكررة للتقييم وغير ذلك من المخالفات.
هل بالإمكان الاعتماد على التقييمات الإلكترونية للمنتجات؟
وبالنسبة للمستهلكين الذين يتساءلون عما إذا كان بإمكانهم الاعتماد على التقييمات الإلكترونية للمنتجات على منصات التجارة الإلكترونية الكبرى، ينصح الخبراء بالحذر عند ملاحظة وجود تشابه شديد بين التقييمات المتعددة لأي منتج. كما يحذرون من الاستجابة لكثرة التقييمات السلبية لمنتج ما لأنها قد تكون تقييمات مزيفة أيضا يقف وراءها منافسون لهذه المنتجات.في الوقت نفسه فإنه يمكن الوثوق في التقييمات النصية التي تكون مفصلة بشدة ومعها صور التقطها هواة للمنتج باعتبارها تقييمات حقيقية يقدمها أشخاص حقيقيون وليست تطبيقات ذكاء اصطناعي، في حين أن التقييمات التي تستخدم لغة التسويق والترويج للمنتج، تكون أقرب إلى أن تكون مزيفة. 
تحديات الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تحليل تقييمات المنتجات
مع ازدياد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تحليل تقييمات المنتجات على مواقع التسوق الإلكتروني، يطرح الكثيرون تساؤلاً مهمًا: هل هذه التقييمات دقيقة وموثوقة، أم قد تكون مضللة؟

يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل آلاف المراجعات وتلخيصها في نقاط بسيطة تساعد المستخدم على اتخاذ قرار الشراء بسرعة. لكن هذه التقنية قد تكون عرضة لأخطاء، منها:

الاعتماد على مراجعات مزيفة: يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي أن تتأثر بتقييمات غير حقيقية تمت كتابتها للترويج لمنتج معين.
تحليل مشوه للسياق: قد يسيء الذكاء الاصطناعي فهم بعض التعليقات الساخرة أو المعقدة لغويًا.
التحيز الخوارزمي: في بعض الحالات، تفضّل الأنظمة منتجات معينة بناءً على بيانات غير متوازنة.

يعتمد الذكاء الاصطناعي في تقييم المنتجات على تقنيات متقدمة مثل معالجة اللغة الطبيعية وتحليل المشاعر، مما يتيح له فرز آلاف المراجعات وتحديد الأنماط المتكررة بدقة تفوق قدرة البشر. وهذا يساهم في تقديم صورة شاملة عن أداء المنتج وجودته من منظور المستخدمين. ومع ذلك، تبرز مخاوف حقيقية من تحيّز الخوارزميات أو استخدامها لأغراض تسويقية خفية، خصوصًا إذا تم تدريبها على بيانات غير متوازنة أو خاضعة لتوجيه تجاري. لذا، فإن فاعلية هذه الأنظمة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمدى شفافيتها، وطريقة تصميمها، ومدى استقلاليتها عن مصالح البائعين.

الذكاء الاصطناعي أداة قوية في تقييم المنتجات، لكنه ليس معصومًا من الخطأ. يجب على المستخدمين الاعتماد عليه كمرشد، لا كحكم نهائي، مع التحقق من المصادر ومراجعة التقييمات بأنفسهم عند الحاجة.