الشارقة (الاتحاد)

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، شهدت جمهورية جنوب السودان، النسخة الرابعة من ملتقى الشعر العربي تحت شعار «التميّز والإبداع، ريادة وارتقاء»، الذي نظمته إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع «اتحاد علماء مسلمي جنوب السودان»، في إطار مبادرة ملتقيات الشعر العربي في أفريقيا، التي تهدف إلى نشر اللغة العربية، وتوسيع أفق الشعر الفصيح.
ويُشكّل ملتقى جنوب السودان محطة جديدة في سلسلة ملتقيات الشعر العربي، التي تجوب عدداً من الدول الأفريقية، من بينها: تشاد، وغينيا، والسنغال، ونيجيريا، والنيجر، ومالي، وساحل العاج، وتستعد لمواصلة مسيرتها في دول أخرى خلال الفترة المقبلة، تأكيداً على رسالتها الثقافية الهادفة ورؤيتها المنفتحة على تنوع المشهد الإبداعي في القارة.
وشهد ملتقى الشعر العربي في جنوب السودان، الذي أقيم في العاصمة جوبا، حضوراً رسمياً وثقافياً لافتاً، من بينهم: محيي الدين سالم، ممثل جامعة الدول العربية في جنوب السودان، والشيخ الدكتور عبدالله برج روال، الأمين العام للمجلس الإسلامي، والشيخ حامدين شاكرين بن لوال الأويلي، مفتي عام جنوب السودان، ود. محمد قاي لوكواج، رئيس اتحاد علماء مسلمي جنوب السودان والمنسق العام للملتقى، والشيخ د. محمد كوال كوات، الأمين العام للاتحاد ذاته. ومن الوسط الأكاديمي، حضر البروفيسور بول دينق، مدير جامعة أعالي النيل سابقاً وأستاذ اللغة العربية بجامعة جوبا، إضافة إلى عددٍ من ديبلوماسيين عرب، ومهتمين باللغة العربية من شعراء ومثقفين وأكاديميين.
ورحّب المنسق العام للملتقى، محمد قاي لوكواج، بالحضور، مؤكداً في كلمته أهمية الرعاية الثقافية التي تتولاها إمارة الشارقة، بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ودورها المحوري في دعم اللغة العربية وتعزيز حضورها في القارة الأفريقية.
وأشار إلى أن هذا الملتقى يُعدُّ ثمرة من ثمار تلك الرؤية المستنيرة، التي تؤمن بأن الثقافة جسر للتواصل، وأداة فاعلة في ترسيخ السلم المجتمعي وتعزيز الهوية.
كما نوّه لوكواج بالدور المتنامي لمبادرة ملتقيات الشعر العربي في أفريقيا، والتي باتت منصات حيوية تحتضن الإبداع وتفتح الآفاق أمام الشعراء الشباب لإيصال أصواتهم بلغة الضاد.
من جانبه، عبّر السفير محيي الدين سالم، عن تقديره الكبير لمبادرة الشارقة في احتضان اللغة العربية في قلب القارة، معتبراً أن هذا النوع من الملتقيات يسهم في بناء جسور التقارب الثقافي بين الشعوب ويعزّز من الحضور العربي في أفريقيا من بوابة الإبداع والمعرفة.
أما الشيخ د.عبدالله برج روال، الأمين العام للمجلس الإسلامي، فأكد في كلمته أن اللغة العربية ليست مجرد وسيلة تواصل، بل هي حاملة لقيم حضارية وروحية سامية، مشيداً بالدور الذي تمثّله الشارقة في دعم الثقافة العربية، التي ترسّخ تلك القيم في المجتمعات الأفريقية ذات التنوع الديني والثقافي الواسع.
وتنوّعت القراءات الشعرية في موضوعاتها بين ما هو وجداني وإنساني، وما هو وطني وتأملي، حيث عبّر الشعراء المشاركون عن هواجس الذات والأحلام، ولامست نصوصهم عدداً من القضايا، واحتفت بجمال اللغة العربية.
وبرزت في القراءات نبرة حنينٍ للهوية، واحتفاء بالوطن، واستحضارٌ للروح الإفريقية في بعدها العربي، حيث امتزجت الصور الشعرية بنبض الواقع، وتجلّت التراكيب في أنماطها الكلاسيكية والمعاصرة على حد سواء.