محمد عبدالسميع (الشارقة)
تنتبه الفنانة التشكيلية مهرة الفلاحي إلى الحديقة بوصفها مصدراً للضوء والتجليات، خلال مشاركتها في مهرجان الفنون الإسلامية السادس والعشرين لهذا العام في الشارقة.
وتقول الفلاحي في إطار هذه المشاركة، إنّ هذا الضوء جاء على مراحل، بحيث لا يتوقف على الإنارة الموجودة في العمل، ولكنه مصدر حيوي وضروري تعتمد عليه النباتات الموجودة في اللوحة في مراحل نموّها المختلفة.
الفلاحي، التي أخذ معرضها جانباً من أعمال فنانين عرب وأجانب، في متحف الفنون، تؤكد أنّ للضوء فلسفة رائعة إن نحن قرأناه بعيون متنوعة، وهذا سرّ نجاح مهرجان الفنون الإسلامية، الذي اتّخذ شعار «سراج» عنواناً له في هذه الدورة، فما تراه كضوء مادي يراه الآخر بدلالات معنوية مثلاً، وهو ما يثري العمل في نهاية المطاف، ويوسّع من رؤية تلقي الأعمال.
وتستمد الفنانة الفلاحي لوحات معرضها، الذي لقي حضوراً واضحاً، من آيات القرآن الكريم، التي تؤكّد جماليتها، إذ يحمل الضوء النور، وفي الوقت ذاته فكرة التأمل في خلق الله، وأهميته لهذه النباتات كمصدر للغذاء ومصدر للصبر.
وتواصل الفلاحي حديثها عن مفردة «السراج» وما يندرج تحتها من مفردات تعكس الضوء والنور، معربةً عن تقديرها لإدارة المهرجان في اختيار هذه المفردة، وترك الفنانين يستوحونها ويعملون بها من أكثر من منظور، خصوصاً وأنّها وردت في القرآن الكريم، في دعوة إلى القراءة والتدبّر في آيات الكون.
مهرجان ناجح
في المعرض كانت النباتات تتلألأ بكلّ ألوانها وإضاءتها وظلالها، حيث عملت الفلاحي على إبراز نباتات وردت في القرآن الكريم، مثل: التين، والرمان، والنخيل والزيتون، والرطب، ليبرز الزمن عنصراً ذكياً اعتمدته الفنانة كانعكاس لحضور هذه النباتات، وهو ما كان يشدّ زوّار المهرجان للوقوف أمام بساطة الأشياء ومغزاها وما تتركه في النفس من راحة وهدوء.
أخيرًا تؤكد الفنانة مهرة الفلاحي أنّ مهرجان الفنون الإسلامية، وبكل ما يشتمل عليه من لوحات فنية وأعمال تركيبية، ولوحات للخط العربي، وصور فوتوغرافيّة، تعرض في أكثر من مكان فني في الشارقة، هو مهرجان ناجح، ويشكل أرشيفاً لأعمال عالميّة تتيح لحضورها العربي والأجنبي تلاقي أفكارهم واستلهام شعار المهرجان في كلّ دورة، خصوصاً وأنّ المهرجان هذا العام سيقدّم خلال فترة كافية أعمالاً متنوعة تثري ذائقة الضيوف والإعلاميين والفنانين أنفسهم، كما تعمل على نشر الثقافة الفنية والنقدية للجمهور ومحبي الفنون.