لكبيرة التونسي (أبوظبي)

أنشأ المهندس الشاب حميد أحمد الجحوشي مزرعة استزراع للأسماك وسط الصحراء في منطقة العين، والتي أصبحت الآن تنتج طنين شهرياً من سمك البلطي النيلي.. حميد، خريج جامعة الإمارات، تخصص هندسة ميكانيكية، ولم يكن طريقه مفروشاًً بالورود، بل واجهته العديد من التحديات استطاع قهرها بالبحث والاجتهاد. وقال: بداية فكرة مشروعه لتربية الأسماك بدأت عام 2013، نتيجة شغفه بالثروة المائية والدخول في مجال جديد، غير الذي اعتدنا عليه من تربية المواشي وغيرها، موضحاً أن نجاح الدورة الإنتاجية للأسماك، يتطلب توفر الأملاح، الأوكسجين، والحرارة المناسبة، ومدة الدورة تستغرق 6 أشهر وتنقسم إلى أربع مراحل، وهي التفريخ، التحضين، التسمين، والتسويق.
وأوضح أن التفكير في الاستزراع السمكي، جاء مصادفة حين كان يريد تربية بعض أسماك الزينة في بيته، مما جعله يبحث عن سبب نفوقها بسرعة كبيرة، ومن ثم انطلق ليصبح أحد المنتجين الناجحين للأسماك، معتمداً على قدراته الذاتية وأبحاثه العلمية، وبدأ باستزراع سمك البلطي لتحمله الظروف المناخية من ارتفاع درجات الحرارة والظروف المناخية القاسية، مؤكداً أن استزراع الأسماك في منطقة العين، يجعله يعتمد على المياه العذبة، ولهذا اختار سمك البلطي، مؤكداً أنه بصدد تجربة نوعين آخرين من الأسماك، وهما: روبيان المياه العذبة والشبوط.

أغذية عضوية
واستطاع الجحوشي أن ينتج أسماكاً عالية الجودة، معتمداً على أغذية عضوية توافق المعايير العالمية، كما استحدث نظام تسميد الأراضي الفلاحية، حيث يستغل مياه الأحواض في تغذية النخيل في الحقول المكشوفة، مما جعله يحقق نتائج باهرة في الزراعة العضوية نوعاً وحجماً، من الخضراوات والتمور على الأخص، حيث تنتقل مياه أحواض السمك إلى الحقل مباشرة لري النخيل، مشيراً إلى أن إنتاجه من البلطي النيلي حالياً طنان شهرياً، ويطمح إلى زيادة إنتاجه من الأسماك بأنواعها المختلفة، بمزرعته المرخصة التي تطبق أحدث المعايير، حيث تستغرق دورة السمكة للوصول إلى حجم التسويق عند البيع نحو 6 أشهر.
وعن التحديات التي واجهها، قال: إن نظام الاستزراع السمكي يحتاج إلى خبرة ودراية للتغلب على مختلف الصعاب، وقد استطاع تجاوز هذه التحديات بفضل دعم والده وأصدقائه.

البداية
ولفت إلى أنه في عام 2013 زار أحد محلات بيع أسماك الزينة لشراء بعض الأسماك الصغيرة الجميلة، وكان لديه الشغف في تربيتها وتكاثرها داخل المنزل، ولكن أخبره البائع بأن هذا النوع يعيش لفترات قصيرة، من دون إخباري بالأسباب الفنية، وبدأت بالبحث عن السبب من خلال التجارب المنزلية لاستكشاف الأسباب التي تؤدي إلى نفوق هذه الأسماك، وبالفعل وصل لجميع الأسباب الكيميائية التي تؤدي إلى نفوقها وكيفية التغلب على هذه التحديات بأدوات منزلية.
 واستمر الجحوشي البحث في التجارب على أصناف أخرى من الأسماك، ولكن ليست للزينة هذه المرة، بل أسماك قابلة للأكل والنمو في ظل الظروف المحلية من الطقس والتربية والمياه، ونتائج هذا البحث انتهت بأسماك عدة منها: البلطي النيلي، الكارب «الشبوط»، السيبريم، السي باس، الروبيان والهامور، ولكل صنف من الأسماك تحديات مختلفة ليتعايش مع بيئته الخاصة والمعايير التي يجب توفرها ومراعاتها لاستكمال الدورة كاملة، من التفريخ حتى التسمين والشحن، وصولاً للتسويق، وبحسب الظروف المتوفرة لدي، فقد اختار العمل على أسماك البلطي النيلي، وبدعم من الوالد أنشأ أول حوض صغير لتربية أسماك البلطي النيلي في المنزل، لتبدأ رحلته مع تجارب عديدة تكللت بالنجاح في النهاية. 

رحلة النجاح
وتولد لدى الجحوشي الشغف في التغلب على التحدي الأكبر بزيادة الإنتاج والوصول إلى الاكتفاء الذاتي، والذي يندرج تحت مظلة الأمن الغذائي وتقليل استهلاك المياه والحفاظ على الثروة البيئية، وإعادة استخدام المياه في الزراعة العضوية.
 وقال:«بدأت في إنشاء الأحواض واختيار التصميم المناسب للمزرعة لضمان الاستدامة والعمل على جميع التفاصيل الفنية، وبالطبع تمت إعادة البناء والصيانة عدة مرات، حتى توصلت إلى أفضل تصميم، ثم انتقلت إلى مرحلة التسمين والتفريخ، مع الإلمام بجميع التفاصيل الفنية والبيطرية في تشغيل دورة الأسماك، وقد نجحت في استكمال الدورة كاملة، حتى وصلت الإنتاجية الشهرية إلى طنين، وأطمح إلى زيادة الإنتاج، وصولاً إلى السوق الدولي.