تامر عبد الحميد (أبوظبي)

استعراضات وعروض فنية ذات طابع رومانسي وفقرات عسكرية في إطار فني مميز، تقدمها فرقة «روسيمكا» للفنون الروسية في مهرجان الشيخ زايد، التي تميزت الفرقة بدقة وانسجام حركة أعضائها وسرعة البديهة خلال عروضها على مسارح المهرجان المختلفة، فضلاً عن الملابس المميزة التي يرتدونها خلال الفقرات، والتي تجذب أنظار زوار وضيوف المهرجان بمختلف أطيافهم.

شعبية كبيرة
منذ بداية انطلاق مهرجان الشيخ زايد، تحظى فرقة «روسيمكا» بشعبية كبيرة بين الضيوف والزوار، نظراً لما تقدمه من فقرات متنوعة ومختلفة مع إيقاعات مصاحبة لاستعراضات هادئة تعبر عن التقارب الإنساني والعاطفة الرقيقة، أما في الجانب الآخر فقدمت الفرقة مجموعة من الفنون العسكرية التي حصدت إعجاب عدد كبير، ولاقت حفاوة من كل زوار المهرجان، خصوصاً أن الفن الروسي له طابع مختلف، كما أنه يعبر عن ثقافة عريقة للشعب الروسي.

موروث فني 
وما يميز فرقة «روسيمكا» أنها تعبر عن موروث فني له حضور قوي، فضلاً عن استخدام أعضاء الفرقة آلات موسيقية ووترية تراثية، وهو ما يسهم في خلق أجواء مختلفة ومريحة في الوقت نفسه للجمهور الذي يتابع أداء الفرقة باستمرار، من خلال عروضها اليومية على مسارح المهرجان المختلفة. وحول مشاركتهم في المهرجان هذا العام، قال رومان ستروم رئيس الفرقة: الجناح الروسي خلال مشاركته في الأعوام السابقة بالمهرجان، وهو يسجل حضوره المميز، ما أسهم في وجود الحضور بالجناح الخاص، ومن ثم متابعة العروض الموسيقية والإيقاعية المختلفة، لقد أصبح بيننا وبين مهرجان الشيخ زايد ألفة ومحبة، وأصبحنا أيضاً نشعر بأهمية المشاركة، خصوصاً أننا في كل عام نجد أن الجمهور لديه اهتمام كبير بالاستعراضات التي يقدمها أعضاء الفرقة الـ10، حيث يحرص على الوجود في مسارح المهرجان المختلفة ومتابعة ما تقدمه الفرقة في الأوقات المخصصة لها، وأن هذا الاهتمام يشعرنا بالحفاوة البالغة، وهو ما يؤكد أن الموروثات الفنية الشعبية لا تزال قادرة على مغازلة الجمهور وكسبه، وهو ما يضع الفرقة أمام مسؤولية كبيرة، خصوصاً أن المهرجان يضم فرقاً عالمية شهيرة، ما يجعل المنافسة صعبة لكنها ثرية وتصب في صالح الفنون الشعبية الدولية وإبرازها خلال فترة المهرجان.

عرس ثقافي فني
وأوضح ستروم، أن حضور الفرقة في المهرجان يُعد من المكاسب التي نحرص دائماً عليها، خصوصاً أن المناخ العام للمهرجان رغم أزمة «كورونا» التي نعيشها، أعاد للفنون الشعبية والتراثية جماهيريتها، وكسر حاجز الخوف الذي يجعل الجمهور يشعر بالرهبة من قبل، لكن المهرجان بتنظيمه الرائع استطاع أن يحتوي هذه الأزمة، ويجعل الجمهور يتابع بحرية تامة جميع الاستعراضات الشعبية المفضلة لديه، فحقاً أصبح هذا العرس الثقافي الفني له مكانته العالمية، وهو ما يفسر حجم المشاركات التي تملأ ساحة المهرجان.

استعراض مستدير
ويرتبط الاستعراض الشعبي الروسي ارتباطاً وثيقاً بتاريخ الشعب الروسي وتقاليده ومعتقداته وعاداته، ويكشف عن الحياة الروحية للشعب وحياته، فمن خلال الرقص ينقل الناس مشاعرهم وأفكارهم، وتنقسم أنواع الاستعراضات الشعبية الروسية إلى فئتين: الاستعراض المستدير والرقص، فالاستعراض المستدير هو أحد أبسط أنواع الرقص الشعبي الروسي، ويشبه التكوين الدائري للشمس، حيث إنه يجمع عدداً كبيراً من المشاركين، وعادةً ما يمسك أعضاؤه بأيديهم، إما بوساطة وشاح أو حزام وفي الوقت نفسه يؤدون أغنية رقصة مستديرة، وينقسم الاستعراض المستدير إلى نوعين «الزينة» و«اللعبة».
أما استعراض الرقص، فهو أكثر أنواع الرقص الشعبي الروسي شيوعاً، وتشمل استعراضاته الرقص المستدير، ورقصات الألعاب، والرقصات المرتجلة والرقصات المنجزة، وتتميز استعراضات الرجال بمدى قوتهم، فضلاً عن الاهتمام بالشريك، وتتميز استعراضات النساء بالنعومة والإخلاص، فضلاً عن المشاعر والحماس.

بالالايكا
بالالايكا.. آلة عود روسية موسيقية شعبية، معروفة عند الروس في الحياة الثقافة الروسية، وشبيهة بآلة بالعود، وهي الأكثر استخداماً للفرق الروسية للفنون الشعبية في تقديم أغنياتهم وفقراتهم الموسيقية، وتختلف عن بقية الآلات الموسيقية حول العالم، حيث تنتمي إلى فصيلة الطنبور، ولها عنق طويل، وبها مثلث و3 أوتار وصندوق صغير الحجم.

كوادريل
«كوادريل» من أشهر الاستعراضات الروسية الشعبية، التي تعتمد على مجموعة رباعية من الشخصيات، وتحديداً عدد زوجي من الأزواج، ويتم تنفيذها بشكل منعطفات، ويمررون العصا من واحد إلى آخر في المربع الرباعي، ويتم فصل كل شخصية عن بعضها البعض عن طريق التوقفات الموسيقية أو الأقفال أو التصفيق.