لكبيرة التونسي (أبوظبي) 

نظمت مؤسسة التنمية الأسرية مؤخراً ورشة عمل عن الذكاء العاطفي، قدمتها الدكتورة بنة بوزبون الخبيرة النفسية والاجتماعية، من أجل تمكين المشاركين عبر تطبيقات عملية من كيفية اكتساب المهارات ومراعاة مشاعر الآخرين في العلاقات الزوجية والأسرية، وناقشت الورشة التي استهدفت النساء والرجال، وحضرها أكثر من 120 شخصاً «عن بُعد»، التعريف بالذكاء العاطفي وكيف يقود إلى حياة ناجحة.

دراسات
وذكرت الدكتورة بنة بوزبون أن الذكاء العاطفي هو الذي يجعل الشخص يسيطر على غضبه، فالشخص الذي يعاني اضطراباً عاطفياً لا يستطيع السيطرة على عواطفه والتحكم بها حتى لو كان ذكاؤه عالياً، كما أن النجاح في الحياة، وبحسب دراسات متخصصة، لا يعود بالأساس إلى الذكاء في التحصيل الأكاديمي إلا بنسبة 20 %، في حين أن من يمتلك الذكاء العاطفي والوجداني في الحياة الأسرية والمهنية والاجتماعية يحقق نجاحاً بنسبة 80 %. 
وقالت إن الذكاء العاطفي هو مجموعة من الصفات الشخصية والمهارات الاجتماعية التي تمكن الشخص من تفهم مشاعره وانفعالاته وانفعالات الآخرين، وبذلك يكون أكثر قدرة على ترشيد حياته النفسية، فالشخص الذي يتسم بذكاء وجداني يسهل عليه تكوين صداقات والحفاظ عليها لمدة طويلة، كما يستطيع أن يعبر عن نفسه ويحل الخلافات بسهولة، موضحة أن من يمتلك هذه الصفات، يحترم ويقدر الآخرين ويحقق الحب والتقدير لأنه يتفهم مشاعر الأشخاص، ويميل إلى الاستقلال في الرأي وفهم الأمور بالطريقة الصحيحة ولا يتسرع بالحكم على الأشخاص.

إدارة الانفعالات
ووضعت بوزبون مكونات الذكاء العاطفي ضمن 4 فئات: قدرة الشخص على التعرف إلى الانفعالات، قدرته على توظيفها، قدرته على فهمها وقدرته على إدارتها، موضحة أن الذكاء العاطفي يبدأ مع ولادة الطفل، وأن الفترة التي يقضيها الطفل في حضن الأم يجب أن تكون نوعية، لا سيما أنها الفترة التي ينمو فيها الدماغ وتتطور فيها الحواس، وذكرت أن الذكاء الوجداني هو أساس الثقة بالنفس، فالفرد يحتاج إلى معرفة أوجه القوة والضعف لديه، والقدرة على معالجة المشاعر السلبية التي قد تؤثر على حياته، فالتعاطف العقلي يعني القدرة على تفهم مشاعر الآخرين من تعبيرات وجوههم.
وأشارت إلى أن المهارات الاجتماعية تعني قدرة الفرد على تهدئة نفسه والتغلب على مزاجه السيئ والاندماج مع الآخرين، ومن هنا تتجلى أهمية الذكاء الوجداني في كونه من أهم العوامل التي تزيد من درجة الانسجام بين العواطف والمبادئ والقيم، مما يشعر الفرد بالرضى والاطمئنان. ويسهل عليه اتخاذ القرارات في كل المجالات ونيل احترام الآخرين وتحقيق النجاح الوظيفي والأسري.
 
استثمار الاختلاف
وقالت بوزبون: إن غياب الذكاء العاطفي بين الزوجين له آثار سيئة على العلاقة الزوجية، وينتج عنه التبلد في المشاعر التي قد تتطور إلى البعد، وصولاً إلى الانفصال الصامت أو النهائي، وبالإضاءة على حالات الطلاق، فإن 50% منها سببها غياب الذكاء العاطفي بين الزوجين، والذي يعد المكون الأساسي لتحقيق الاستقرار في الحياة، مشيرة إلى أنه بحسب الدراسات الحديثة، فإن الأزواج السعداء ليسوا أذكى أو أكثر ثقافة، بل هم يتجادلون ويختلفون كسواهم، لكنهم قادرون على بلورة علاقتهم. 
ودعت إلى استثمار الاختلاف في شخصية الشريك وعدم اعتباره سبباً للخلاف، مشيرة إلى أن العلاقات الزوجية الناجحة هي التي يحل فيها الأزواج كل المشاكل العالقة بينهم، بعيداً عن الغضب.