في رحلتي الأولى لسريلانكا، أو سرنديب، فوجئت بمدى الجمال الذي رأيته والطبيعة التي تخلب الألباب وعجزت عن الوصف بين أحيان وأحيان، وتفتقت القريحة عن قصيدة كتبتها (ولست بشاعر) أصف بها الرحلة، وأحببت أن أشارككم هذه القصيدة كطريقة جديدة في نشر القصاصات السياحية، وكما تعلمون، فإن السفر عبارة عن عملية يرتحل فيها المرء من مكان يسوده الرتابة والروتين إلى آفاق مليئة بالسعادة والإثارة، وعادة عندما تسافر وتتنشق النسائم التي تبعث فيك النشوة وتفتح لك آفاقاً واسعة على الحياة وتجعلك شاعراً رغماً عنك، هنا بعض الأبيات (المرتجلة) عن رحلة سريلانكا.
رِحْلَتِي إِلَى سِيلان
فِي ذَاكِرَتِي قِصَّةُ سَفَرٍ _ لِبِلَادٍ تُدْعَى سِيلانْ
خَضْرَاءُ بِطَقْسٍ مُعْتَدِلٍ _ لَكِنْ تَمْلَؤُهَا الْغِرْبَانْ
فِي وَسَطِ الْبَحْرِ لَهَا أُنْسٌ _ أَطْيَبُ مَا فِيهَا السُّكَّانْ
قَالُوا قَدْ يُخْشَى مِنْ خَطَرٍ _ مِنْ طُرُقٍ فِيهَا تَوَهَانْ فَأَجَبْتُ دَعُونِي فِي سَفَرِي _ فَأَنَا مِنْ نَسْلِ الشُّجْعَانْ
فِي (نوراليا) أَفْخَرُ شَايٍ _ وَالْمَطَرُ غَزِيرٌ هَتَّانْ
وَأَزِقَّتُهَا مُتْعَةُ بَصَرٍ _ تُلْهِمُ لِلشَّاعِرِ دِيْوَانْ
عِنْدَ الْفَجْرِ تَرَكْتُ حِمَاهَا _ وَتَبِعْتُ فَتَاةً فِي (الفانْ)
فَذَكَرْتُ دُعَاءً أَحْفَظُهُ _ وَسَلِمْتُ بِفَضْلِ الْمَنَّانْ
قَابَلْنَا نَهْرًا أَبْهَرَنَا _ سَبَّحْنَا رَبَّ الْأَكْوَانْ
فِي الْعَصْرِ بَلَغْنَا فُنْدُقَنَا _ مِنْ بَعْدِ عَنَاءٍ بِأَمَانْ
فِي فُنْدُقِ (أيدنَ) قَدْ بِتْنَا _ لَيْلَتُنَا رَاحَةُ أَبْدَانْ
بِجِوَارِ الْبَحْرِ تَمَشَّيْنَا _ وَصَحِبْنَا رَمْلَ الشُّطْآنْ
فِي الصُّبْحِ نَهَضْنَا وَرَذَاذٌ _ أَنْعَشَنَا يَهْمِي هَمَيَانْ
قَرَّرْنَا أَنْ نَقْصِدَ ( جالا ) _ نَمْضِي لِلصَّيْدِ كَفُرْسَانْ
مِنْ بَعْدُ قَصَدْنَا عَاصِمَةً _ تَخْتَالُ بِأَرْوَعِ بُنْيَانْ
وَخِتَامًا رُمْنَا (نوجمبو) _ زُرْنَا شَاطِئَهَا الْفَتَّانْ
وَأَخِيرًا أَحْمَدُ خَالِقَنَا _ مَنْ أَلْهَمَنِي بِالتِّبْيَانْ
وَصَلَاةٌ مِنِّي صَادِقَةٌ _ تُهْدَى لِرَسُولِ الرَّحْمَنْ

ومن يحب السفر والشعر سيجد بأن الذائقة تختلف من وقت لآخر، فالقصائد التي تسمعها وأنت مقيم، ستختلف طريقة الاستماع لها وأنت مرتحل.. 
فما رأيكم ؟