خولة علي (دبي)

تواصل الأسرة المتميزة إبداعاتها، في مجالات شتى، وتحفز أبناءها على تطوير مهاراتهم وبناء قدراتهم الذهنية والجسدية، والمشاركة الفعلية في البرامج والأنشطة لتقديم مخرجات تساهم في  تطوير المجتمعات، ربما الطفل حسن عبدالله حسن واحد من بين العديد من الأطفال الذين بدت عليهم بوادر التميز، وقادتهم أسرهم وفق منهج علمي صحيح، إلى إظهار قدراتهم وتشجيعهم وتحفيزهم على اكتساب معارف جديدة تفتح لهم آفاق التعلم وتزودهم بالمعرفة.

مشاركات
الطفل المتميز حسن عبدالله (11عاماً) لديه حصيلة واسعة من المشاركات حقق خلالها الكثير من الإنجازات.
وجد حسن عبدالله أن الحياة الصحية الآمنة تكمن في سلامة البيئة والحفاظ عليها، من هنا كرس اهتمامه بها من خلال انتسابه عضواً في مجموعة الإمارات للبيئة، ومشاركته الفعالية في الكثير من الأنشطة البيئية التي جعلته أكثر قرباً من هذا العالم، الأمر الذي جعله، يحاول جاهداً تطوير آلية تساهم في تقليص النفايات من خلال إعادة التدوير، والاستفادة القصوى للأشياء من حوله، والاستفادة منها بطريقة مبتكرة، حيث استخدم الأغطية البلاستيكية في صناعة العداد الصيني، بطريقة سهلة وممتعة تحفز الأطفال على فهم الحساب، وتجعلهم يتعاملون معها بطريقة ممتعة في القيام بالعمليات الحسابية وباستخدام العد اليدوي الصيني، هذه كانت بداية رحلته في صناعة شيء يلامس شغفه بالرياضيات الذهنية، التي حقق فيها المراكز الأولى  في البطولات الدولية لخمس سنوات متتالية. 

برنامج
وطريق النجاح والتميز ليس سهلاً على حد قوله، موضحاً: واجهت صعوبتين إحداهما صغر سني عندما بدأت في برنامج الرياضيات الذهنية، والثانية هي التواصل مع المعلمة والمدربين باللغة الإنجليزية فقط، بينما أنا أدرس في المدارس الإماراتية باللغة العربية بشكل أساسي، وكذلك من الصعوبات التي واجهتها هو ازدحام يومي بالأنشطة المتعددة وارتباطي بالأندية الرياضية لممارسة «الكونغ فو»، و«التايكوندو»، والفنون القتالية وأيضاً مراكز الأطفال بالشارقة، ولكن بحمد الله وفضله ودعم أهلي والأساتذة والمدربين استطعت تنظيم وقتي في الدراسة والرياضة والأنشطة الأخرى، وهذه الصعوبات لم تؤثر على دراستي ومشاركاتي، وقد تخرجت العام الماضي في الرياضيات الذهنية بتفوق. كما حقق الكثير من الإنجازات، أهمها فوزه بجائزة مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للتميز التربوي فئة الطالب المتميز، والفوز  في الرياضيات الذهنية، وحقق في ثلاث سنوات على التوالي البطولة الدولية kenken. عازماً على أن يصبح سفير رياضات الدفاع عن النفس، كما بدأ حالياً مشواره في البرمجة، ويطمح أن يكون مبرمجاً عالمياً مستقبلاً.

توازن
ودائماً ما تسعى والدته آسيا ميرزا، إلى تشجيعه ودعمه باستمرار ومنحه مزيداً من الثقة بالنفس، وتحفيزه على المشاركة الفاعلة في الأنشطة المدرسية وغير المدرسية، والسعي لإيجاد توازن بينها وبين الدراسة، وقد كان فوزه بالمركز الأول في أول سنة يشارك بها في البطولة الدولية للرياضيات الذهنية نقطة تحول في أهدافه، وبداية مشواره نحو تحقيق التميز، وتعلق على أهمية دور الأسرة في خلق بيئة تعليمية محفزة للأبناء، والتخطيط لمستقبلهم العلمي: تم وضع منهج وخطة زمنية، استطاع حسن تحقيقها من خلال تخرجه في الرياضيات الذهنية وبتفوق، حيث نحرص على أن ينال الحزام الأسود في الرياضات، فحتى الآن حقق الحزام البني في رياضة «الكونغ فو»، والحزام الأحمر في «التايكواندو»، أضف إلى ذلك التميز والنجاح أكاديمياً وسلوكياً، وحصوله على التكريم دائماً.

نقاط القوة
توجه والدته آسيا ميرزا نصيحتها للأسرة، مشيرة إلى أن للأطفال قدرات هائلة ومتفاوتة، فلا بد من الإيمان بقدرات أطفالهم وتحفيزهم دائماً على التعلم، ولبحث عن نقاط القوة في شخصياتهم واستثمارها بشكل صحيح.
ويؤكد والده عبدالله حسن، أن طفلي حسن حقق الكثير مقارنة بعمره، وأتمنى له التقدم والازدهار، وتحقيق حلمه في الوصول للقمة، بإدخاله الدورات والورش والمراكز التنموية وإشغال وقت فراغه بالمشاركات المفيدة، والاهتمام بالأبناء لأنهم عماد الوطن ومستقبله، فيجب على الأسرة الأخذ بأيدي أبنائها منذ الصغر، وتكريس وقتها في تطوير مهاراتهم وبناء قدراتهم لنجد في نهاية الأمر ثمار هذا الاهتمام.

  • الطفل حسن عبدالله في أحد الأنشطة الرياضية