حسن الحيني 
ترك مسلسل "القاهرة كابول" انطباعات واسعة في مصر والوطن العربي، بعدما لامس بحبكة درامية واقعاً يبدو غامضاً على غير المختصين بشؤون الجماعات الإرهابية، وهو ما دفع بطل العمل الفنان المصري طارق لطفي إلى العكوف على دراسة الحالة النفسية والاجتماعية والسلوكية لعناصر وقادة هذه الجماعات قبل الوقوف أمام الكاميرا.
"القاهرة كابول" المعروض حالياً في الموسم الرمضاني، يرصد المؤامرات التي تعرضت لها المنطقة ومصر على مدى أكثر من ثلاثة عقود. ويُجسِّد طارق لطفي في المسلسل، شخصية متطرف يُدعى "الشيخ رمزي".
ومنذ طرح البوستر الدعائي وخلال حلقات المسلسل يربط متابعون بين شخصية "الشيخ رمزي" وبين شخصية زعيم تنظيم القاعدة سابقاً أسامة بن لادن.
لكن طارق لطفي يقول في تصريحات لـ"الاتحاد" إن المسلسل لا يركز على شخصية معيّنة، لكنه قرأ عن عدد من قادة التنظيمات الإرهابية ومنهم شخصية أسامة بن لادن، كي يتعرّف على طريقة تصرفاتهم، كما جلس عدة مرات مع مؤلف العمل، من خلال جلسات تعريف بالشخصية وشرح أبعادها.
وبالنظر إلى أن المسلسل حقق نجاحاً واسعاً، يكشف "لطفي" عن أنه تلقى تهديداً بالقتل عبر رسالة وصلته على صفحته في "فيس بوك"، لكنه اعتبر ذلك دليلاً على نجاح الشخصية، وتقديمها ببراعة ودقة، لافتاً إلى أنه تدرب على كيفية استعمال الكلاشينكوف، والمسدس.
وأشاد الفنان المصري بمؤلف العمل "عبدالرحيم كمال" والمخرج حسام علي، وهما اللذان كانا دافعاً قوياً لموافقته على بطولة المسلسل عندما عُرض عليه أول مرة، لذلك كان متوقعاً أن يحقق نجاحاً كبيراً.
القضية التي يناقشها المسلسل أيضاً، كانت مُشجِّعة لطارق لطفي، باعتبارها تهم المجتمع المصري لاسيما توقيت طرحها، كما أن طريقة عرضها بشكل غير مباشر ساعدت على تحقيق العمل رواجاً بين الجمهور، وفق قوله.
ويتحدث "لطفي" عن نقاط مثيرة في حياة أبطال المسلسل، وهم أصدقاء، يختار كلٌ منهم طريقه، لذلك يعتبر أن العمل يحتوي على إشارات وتحذيرات بشأن تكوين شخص يعيش في بيئة متوسطة، ومن ثم يتجه للتطرف والإرهاب.
تعتمد أحداث "القاهرة كابول" على 3 شخصيات رئيسية: الإعلامي ويجسده فتحي عبد الوهاب، وضابط الأمن الوطني ويجسده خالد الصاوي، وشخصية الإرهابي الذي يجسدها طارق لطفي، فضلاً عن الأدوار الأخرى للنجوم: حنان مطاوع ونبيل الحلفاوي وشيرين.
وعن صعوبة الدور الذي قدّمه، يقول "لطفي" إنه لجأ إلى الإنترنت للبحث عن فيديوهات توضح طريقة تعامل الجماعات الإرهابية، لكنه وجد شخصية مركبة شديدة التعقيد تضم "ثبات انفعالي" و"هدوء شديد" و"عنف غير طبيعي"، ثم حركة أيديهم وجسدهم والحسم في القرار والقوة في ملامحهم وأعينهم، لكنه يقول إن "الدور أضاف لي الكثير".
وبشأن مشاركة كوكبة من النجوم، يقول طارق لطفي إنه لم يكن قلقاً بشأن التعامل مع النجوم الكبار، متابعاً: "جميع أبطال العمل محترفون ومخلصون لعملهم وموهوبون، والتعامل معهم كانت له حسابات كثيرة والمشاهد التي جمعتنا جعلتني أستمتع مع زملائي عندما يقدمون مشهداً جيداً".
أما أصعب المشاهد التي قدمها في "القاهرة كابول"، يوضح طارق لطفي أن "وفاة نجله خلال أحداث العمل هو الأصعب"، كونه ممثلاً ولا بد أن يشعر بهذه الأحاسيس، لافتاً إلى أن إقدامه على قتل زوجته التي قتلت نجله هو تجسيد حقيقي لفكر الجماعات الإرهابية التي تتعامل بمنطق "من قتل يُقتل".
ويقول طارق لطفي إنه يرفض الظهور في البرامج التلفزيونية كونها "تستهلك من رصيد الفنان ولا تضيف له شيئاً"، لافتاً إلى أنه يستعد لعمل سينمائي جديد وهو في مرحلة الكتابة حالياً، منوهاً بأنه يرفض فكرة البطولة المطلقة فهي تصنيف خاطئ، فالعمل الناجح أساسه عدة أبطال، وفق قوله.