عبدالله أبو ضيف

تمكن الطالب المصري عمر عبد السلام 20 عاماً، من التوصل إلى اختراع يأمل أن يساهم خلال الفترة المقبلة في تسهيل حياة نحو 600 ألف أصم في مصر، وذلك عن طريق نظارة مخصصة في تحويل الصوت من المرسل إلى لغة إشارة للمستقبل، كمرحلة أولى، ثم تحويل لغة الإشارة من المستقبل الشخص الأصم إلى صوت يصدر عنها يسهل للشخص العادي فهم ذوي الصم بطريقة طبيعية.

يقول عمر لـ«الاتحاد»، إن اختراعه بدأ في المرحلة الإعدادية، حيث كانت بدايته مع علم البرمجة الإلكترونية، حينها كان مشاركاً في إحدى الورش الخاصة بشركات الإلكترونيات الكبرى التي تنظمها سنوياً في المدارس، ومع الوقت جاءت فكرته النظرية: «لماذا لا يمكن لكل هؤلاء أن يتعاملوا بشكل طبيعي مع الناس.. في النهاية هم يمتلكون القدرات كافة، وسأعمل على توفير الناقص الوحيد، الصوت».

مشروع عمر لم يكن سهلاً على طالب في هذه السن، لكن دعم أسرته المستمر مادياً ومعنوياً ساهم في إنتاجه نماذج سهلت تقديمها بعد فترة ليست بالقصيرة إلى أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في مصر، على أمل أن تحصل على براءة اختراع، ومع الوقت أصبح مشاركاً مستمراً في ورش الشركات الإلكترونية الكبرى مثل «Intel، Tedx» وغيرها.

حل مبتكر «حل مبتكر للأشخاص ذوي الإعاقة».. هكذا وصفت منصة Tedx اختراع عمر، مشيرة على الموقع الرسمي لعرض الاختراع إلى أن عالم اليوم يتطلب تكامل الجميع مع المجتمع أكثر من أي وقت مضى! وفيما يتعلق بذلك، كانت لدى عمر أسئلة في ذهنه بشأن كيفية دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع بأفضل الحلول التي يمكن أن تقدمها تقنيات اليوم.

هذه الرحلة للبحث غيرت حياته في الداخل.نظارة عمر.. تعمل على تحويل الصوت إلى إشارة على شاشة مصغرة يراها الأصم، بدأ الأمر بترجمة كلمات بسيطة إلى لغة إشارة، ثم تطور وأصبحت النظارة ناقلاً ومرسلاً، فيمكنها تحويل الصوت لإشارة والعكس، ومع محاولته المستمرة لتطوير نفسه أصبح النموذج النهائي يعمل بشكل كامل بهذه التقنية كأول اختراع في العالم على هذه الشاكلة.

الأمل مستمر تدرج عمر في المراحل السنية وحبه للبرمجة الإلكترونية، جعله يسلك طريق دعم ذوي الإعاقة بشكل عام، حيث يشير إلى أنه حاول اختراع أطراف صناعية مخصصة لذوي الإعاقة من خامات أرخص في السعر والتكلفة، وبالتالي تساعد في توفيرها لكافة المحتاجين لهذه الأطراف، حيث حاول الحصول على دعم لهذه الاختراعات مع جهات عدة.. لكن لم يتوج مسعاه بغير الهزيمة.

يؤكد عمر أن المشروع لتحويله إلى منتج كامل يحتاج إلى مهندسين اثنين متخصصين تبلغ تكلفتهما على مدار 6 أشهر ما قيمته 200 ألف جنيه، في حال توافر هذه الإمكانات المصغرة، سيسهم في تطوير كبير للمشروع والوصول إلى نماذج أخرى من النظارة وتوصيلها لعددٍ من الصم والبكم، حيث تم تطبيقها بشكل مصغر على بعض مدارس الصم والبكم وأثبتت نجاحاً كبيراً.

يؤكد عمر أن اختراعه تم عرضه على جهات مصرية عدة، منها الهيئة العربية للتصنيع، الفنية العسكرية، وجامعة زويل في المرحلة الأخيرة، على أمل أن يحصل على التمويل اللازم لإنتاج مشروعه بشكل موسع، لكن جميعهم لم يقوموا بذلك، ومع تخرجه في الثانوية العامة، تبنت جامعة المنصورة الحكومية المشروع وطالبته بالانضمام لكلية الهندسة داخلها لدعمه، حيث يرتاد الجامعة كطالب عادي، ولم تتمكن الجامعة من الدعم المالي لعدم استطاعتها ذلك، فيما لم يحصل على براءة اختراع رسمية حتى الآن.

يقول عمر، إن الاختراع في مراحله النهائية بالفعل لتحويله إلى مشروع، حيث انتهى من طرفي العمل، تحويل الصوت لإشارة والعكس، جزئية دخول الذكاء الاصطناعي هي الأصعب، خاصة مع وجود مترجم آلي يعمل بشكل فوري، لكن تم الانتهاء من هذا الجزء بالفعل، حيث تم تصوير فيديو يوضح تفاصيل عمل النظارة بالكامل.

عمر أيضاً في الفرقة الثانية كلية الهندسة جامعة المنصورة، اختراعاته التي بدأت بغواصة مصغرة في مراحل سنية متقدمة من عمره، يأمل أن تسهم في هذه الفترة من مساعدة فئة يعتبرها الأحق بمجهوداته، ولهذا الأمر قدم اختراعه للجهات المختصة في مصر، ويعمل في على تسجيله في أوروبا مقترباً من تحقيق الخطوات الأخيرة لحلمه.