أبوظبي- الاتحاد الإلكتروني

تعد ضربة الشمس حالة مرضية تنتج عن ارتفاع درجة حرارة الجسم، والتي تكون أكثر شيوعاً في شهور الصيف.

وتقع منطقتنا العربية في نطاق المناطق الحارة، وتتعرض لموجات من الحرارة المرتفعة، والإنسان الذي يعيش في هذا الجو معرض للإصابة بضربة الشمس، وخاصة خلال فصل الصيف شديد الحرارة، ومن الأشخاص المعرضين أكثر لهذه الإصابة عمال البناء العاملون في المشاريع الإنشائية وقطاع الزراعة، والمهندسون والفنيون في مجال البترول، وكل الأعمال والمهام التي تتم في نهار الصيف الحار وتحت أشعة الشمس الحارقة، وأيضاً من الناس الذين يكونون أكثر عرضة للإصابة بضربة الشمس، كبار السن والأطفال.

وعادة ما تكون الضربة نتيجة عن التعرض الممتد للإجهاد البدني في درجات الحرارة المرتفعة، وتحدث ضربة الشمس إذا ارتفعت درجة حرارة الجسم إلى 104 درجات فهرنهايت (40 درجة مئوية) أو أكثر.

ويمكن لضربة الشمس أن تعالج سريعاً ويتخلص الفرد من أضرارها، إذا ما تم اتباع التعليمات والإرشادات الصحية اللازمة، أما إذا تأخر في علاج أثرها، فإنها تسبب أضراراً بالغة وتحدث كوارث في صحة الإنسان، وقد تكون قاتلة إذا لم تعالج على الفور، ويحتاج المصاب إلى العلاج المناسب حتى لا تسبب أضراراً بالغة في الدماغ والأعضاء الحيوية للجسم.

ويشير الأطباء إلى أن ضربة الشمس تجعل الجسم غير قادر على تبريد نفسه من خلال العرق، ويصاب بالحمى، وتحدث نتيجة للتعرض لأشعة الشمس المباشرة أو للحرارة الشديدة والجفاف، وأحياناً تصيب الأشخاص وهم داخل المنزل دون أن يتعرضوا لأشعة الشمس، وذلك نتيجة موجات الحر الشديد في منازل غير جيدة التهوية، وخطورتها الكبرى على كبار السن والأطفال، نتيجة لضعف الجسم وعدم قدرته على التخلص من الحرارة الزائدة بصورة سريعة، وعدم تحمل هذه الحرارة العالية، وبالتالي الدخول في مضاعفات خطرة على الصحة العامة للجسم.

وأكد خبراء في الصحة أن ضربة الشمس تعد من الإصابات الخطرة التي تهدد حياة الإنسان، وتندرج تحت قائمة الحالات الحرجة، لأنها تؤدي إلى ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم، ما ينتج عنه فقدان السوائل والأملاح المعدنية الهامة التي يحتاج إليها الجسم، وينتج عنها حدوث خلل في الوظائف العصبية للمخ، وإلى تلف جزء من الدماغ فوراً، ويتبعها حدوث خلل في أداء الأعضاء.

وقد تؤدي حالات ضربات الشمس القوية إلى الوفاة، نتيجة الخلل الذي تسببه بأجهزة الجسم الحيوية، مثل القلب والدماغ والكبد والرئتين والكليتين، والتأخير في تقديم الإسعافات الضرورية اللازمة والعلاج السريع، يؤدي إلى تطور الحالة سلبياً، وتزداد سوءاً خلال ساعات أو أيام قليلة، خاصة حالات إصابة لكبار السن والأطفال.

وينصح الأطباء المصابين بضربات الشمس، باتخاذ الإجراءات الفورية واللازمة، من خلال الإسعافات الأولية السريعة، وهي تبريد جسم المصاب فوراً ومباشرة، وإبعاده عن مصدر السخونة والحرارة، ووضعه في بانيو مليء بالمياه الفاترة أو نقله إلى مكان مكيف إن أمكن، وإن لم نتمكن من ذلك يتم رش المياه على ملابس وجسم المصاب وتغطيته بالملابس المبللة، ووضعه أمام المروحة بشكل مباشر، حتى يشعر المريض بالبرودة وتغيير حالة سخونة الجسم.