علي عبد الرحمن (القاهرة) 

يعد واحداً من أفضل عازفي الإيقاع في العالم.. 
وضع آلة «الطبلة» في مكانة مميزة.. 
أعاد لها بريقها بين الآلات الموسيقية.. 
يقرعها.. فتبوح بإيقاعات متناسقة النغمات..
أبدع مقطوعات موسيقية سحرت الآذان وفتنت القلوب..
ليكلل سعيد الأرتيست مسيرته بلقب «أفضل عازف للإيقاع» في العالم عام 2014..
نشأ سعيد الأرتيست في بيئة فنية أثرت في وجدانه الموسيقى ودفعته ليكون عازفاً ماهراً لآلة «الطبلة»، وأوضح أن منزل جده عبده الأرتيست، أشهر عازفي الإسكندرية إبان حقبة الستينيات، كان بمثابة المعهد للموسيقى العربية، يتوافد عليه موسيقيو الإسكندرية والمحافظات المجاورة لحفظ ألحان أغاني كبار المطربين مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، لعزفها بالأفراح والمناسبات الاجتماعية الأخرى.

«الدرابوكة»
بدأ سعيد رحلته بعالم الإيقاع خاصة آلة «الطبلة» في مرحلة مبكرة من عمره، ويتذكر أنه كان لا يكل من النقر على أشياء منها المنضدة أو المقاعد، حتى تحقق حلمه في اقتناء أول آلة إيقاعية بعمر الـ 5 سنوات، وكانت «الدرابوكة»، وهي عبارة عن مجسم صغير لآلة «الطبلة»، وتحصل عليها من خلال المقايضة بملابسه القديمة، وبعمر الـ 6 سنوات تعلم أساسيات الإيقاع والنقر على «الطبلة»، وبدأ مشواره الموسيقى، وبعد مرور 3 سنوات، ونظراً لصغر سنه وإتقانه الشديد لآلة «الطبلة»، أصبح أشهر عازف إيقاع بمسقط رأسه والمحافظات المجاورة.

نقطة التحوّل
يقول سعيد: نقطة التحول في مشواري الموسيقى كانت من خلال الموسيقار هاني مهني، الذي أُعجب كثيراً بأداء النقر على آلة «الطبلة»، بجانب إجادتي النقر على الفم في سابقة كانت الأولى من نوعها، وفي بداية حقبة الثمانينيات توجهت إلى القاهرة، وبدأت كعازف إيقاع أول بالفرقة الماسية بقيادة الموسيقار هاني مهني، وكانت أول حفلة أحييها بمسرح البالون للفنانة فايرة أحمد، وأثنت على أدائي وطريقتي في العزف.

الطبل الأغلى
يروي سعيد الأرتيست قصه آلة «الطبلة»، التي تحمل توقيعه وتعد أغلى آلة إيقاعية بالعالم، أن صانع الطبل اليوناني الشهير «TAGO GRIC»، كان دائم الزيارة إلى مصر لشراء مستلزمات صنع آلة «الطبلة»، وبدأت رحلة إعجابه بإيقاعاتي الموسيقية من خلال سماعه للمطربين الذين تعاونت معهم في أغانيهم، ومن شده إعجابه بي صنع لي «طبلة»، خاصة منقوش اسمي عليها بماء الذهب وصل سعرها لأكثر من 1250 دولاراً أميركياً، وجعل منها خط إنتاج لمحبي اقتناء الآلات المميزة.

الطبول أنواع
كشف سعيد الأرتيست أن لآلة «الطبلة» نوعين، الأول يطلق عليه «الطبلة السمك»، وهي الأغلى والأفضل، حيث تصنع رأس الطبلة من جلد نوع سمك اسمه «دقماق»، يعيش في النيل فقط، والهيكل مصنوع من طمي النيل، لذلك تعد «طبلة السمك»، الأغلى والأفضل لتمتعها بصوت هادئ ومميز بجانب سهل دمجها مع الآلات الوترية بسهولة شديدة.
أما النوع الثاني الأكثر شيوعاً فهي «الطبلة الصدف»، وتصنع رأسها من البلاستيك وهيكلها مصنوع من الألومنيوم، وما يعيب ذلك النوع أنها لها أسلوب واحد في النقر عليها لا بد أن تكون صاحب مهارة فائقة في كيفية النقر.

التكريمات 
حصل سعيد الأرتيست على أفضل عازف إيقاع من موسوعة ويكبيديا في العالم عام 2014، وتكريمه مرتين من مهرجان الموسيقى العربية في دورته الـ27 والـ30، كما حصد عدة جوائز عالمية من اليابان وأميركا وسلطنة عُمان.

فرقة الإيقاعات الشرقية
يكشف سعيد أن رحلة فرقته الإيقاعية، وإقامة حفلات تكون آلة «الطبلة»، هي الآلة الرئيسة، بدأت حينما عزف أمام رئيس دار الأوبرا السابق الدكتور مصطفى ناجي في إحدى مناسباتها، وأنه طلب تقديم عرض للإيقاع الشرقي على مسرح محكي القلعة عام 1994، فوافق وسمح لي بفقرة مدتها 5 دقائق، شاركت فيها الراحلة عازفة الإيقاع صباح دياب، ونالت الفقرة استحسان الحضور، ليطلب عرضاً للإيقاع الشرقي مرة أخرى، ومنذ ذلك الوقت أصبح يقدم عروض الإيقاع الشرقي بمشاركة أكثر من 40 عازفاً حول العالم.

مدارس
يضيف سعيد الأرتيست، أن تعليم عزف الإيقاع الشرقي كانت فكرة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية منذ حوالي 5 أعوام، وتم إنشاء مدرسة لتعليم الإيقاع وآلة «الطبلة» بدار الأوبرا المصرية بالقاهرة، لأفاجأ بتقدم عدد كبير من الجنسين، مما دفعنا إلى إنشاء مدرستين في الإسكندرية ودمنهور، بجانب مدرستي الخاصة لتعليم الإيقاع الشرقي.

النجوم والطبلة 
فايزة أحمد.. عاشقة للإيقاع
كشف سعيد الأرتيست، أن فايزة أحمد كانت عاشقة للإيقاع، وكان لها أسلوب ثابت في حفلاتها كافة، أن تكون «الصولوهات الإيقاعية» بآخر مقاطع الأغنية من أجل حماس جمهور حفلاتها.

طلال المداح.. بصمة موسيقية
حول طلال المداح قال: كان صاحب بصمة موسيقية فريدة، والإيقاع الخليجي مميز ورنان بشكل كبير، فدمج الإيقاع الشرقي من خلال آلة «الطبلة»، و«الرق» مع الإيقاعات الخليجية لتتناغم مع بعضها  بشكل متجانس، ويرجع ذلك إلى تأثره الشديد بموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.

وردة.. حالة خاصة
أوضح سعيد، أن الإيقاع يعد للفنانة وردة حالة خاصة جداً، وهذا بفضل إلى عشق الموسيقار بليغ حمدي للإيقاع، وكانت الأغنية الواحدة من ألحانها تضم ما يقرب من 5 أو 6 جمل إيقاعية، وهذا أمر مميز للغاية لذلك سنجد أن كافة حفلات وردة دائماً تشعُّ البهجة والفرح حتى في الأغاني الدرامية.

وديع الصافي.. لون غنائي
أشار سعيد إلى أن الآلات الإيقاعية كانت أمراً مقدساً في كافة حفلات وديع الصافي لاعتماد لونه الغنائي على قوة الإيقاع، وفن الدبكة، وكان يطمئن على قوة الإيقاع بوجودي وسط أعضاء فرقته الموسيقية.