خولة علي (دبي)

يجد الكثير من المصورين متعتهم في جعل أعمالهم بالأبيض والأسود، لما تحمله من دلالات فنية أكثر عمقاً وتركيزاً في إبراز المشهد، وما يود المصور محاكاته والتعبير عنه، ومن بين المصورين الذين اتخذوا هذا الخط من التصوير الفنان الفوتوغرافي أحمد يوسف جمعة آل علي، منطلقاً من حسه الفني ورؤيته في استنطاق تفاصيل العمارة وجماليتها الهندسية.

  • أحمد يوسف آل علي

ويؤكد أحمد آل علي أن كل فنان له نظرته ورؤيته في الحياة من حوله وكل ما يحيط به أو حتى يعترض بصره، فسرعان ما يترجمها إلى قطعة فنية، تعبر عن ذاته وتظهر العمل بطريقة لم تكن تخطر على المشاهد، وما يزيدها جمالية هي تقنية التصوير بالأبيض والأسود، فلعبة الظلال والنور في الصورة تجعل من العمل أكثر عمقاً وتأثيراً وقوة وأسرع في إيصال الرسالة بكل وضوح للمتلقي. 

أساسيات
وعن بدايته يوضح أنه التحق بتعلم فنون وأساسيات التصوير لتطوير شغفه بها في عام 2011، متخذاً جميع أنماط الصورة، إلا أنه وجد في تفاصيل العمارة الهندسية ميزة جمالية مختلفة يمكن أن تلتقطها العدسة بشكل فني بديع، وتجعل منها لوحة فنية رائعة. 
ويقول آل علي: تبدأ رحلتي في تصوير المعالم المعماري، بعد أن أقوم بدراسة المبنى من خلال الاطلاع على صور عائدة للمبنى لاختيار زاوية جديدة له في التصوير بخلاف الزوايا المعروضة في المتصفح، وأحياناً أتوجه إلى المبنى نفسه وأقوم بجولة استكشافية على أرض الواقع، ودراسة شكل الإضاءة الواقعة على المبنى لتحديد أنسب وقت لتصويره.

  •  

معالم
ويرى أن سحر التصوير بالأبيض والأسود يتجسد في التركيز على التدرج اللوني فيها من الأبيض الفاتح إلى الأسود الغامق، مما يشكل تتمازج للصورة ويرسم من خلالها المعالم الرئيسية من انحناءات وخطوط ومعالم معمارية. 
عن أحد المواقف التي صادفته يقول: في أثناء إحدى رحلات التصوير بمنطقة ليوا خرجت مع أحد المصورين الأقل خبرة بالنسبة لي، وكنت أعتبر نفسي متمكناً من التصوير، مما راودني شعور داخلي بالفخر بأنني أفضل منه، ولكن خلال جلسة التصوير تلك حدث خلل معي في الكاميرا التي استخدمها، وجهلت سبب ذلك الخلل فما كان من ذلك المصور إلا أن طلب مني الاطلاع على الكاميرا وفي ثوان توصل إلى حل تلك المشكلة التي لم يسبق أن صادفتني خلال أول ثلاث سنوات من تعمقي في التصوير، فتعلمت أن على الفرد يجب أن لا يستهين بقدرات أي فرد سواء محترف أو مبتدأ. 
وللفنان آل علي عدة مشاركات في المعارض الفنية، بالتعاون مع جمعية الإمارات للتصوير الضوئي، منها مشاركته في المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر»، حصل على المركز الثالث في مسابقة العمارة الإسلامية المنظمة من قبل الاتحاد المصورين العرب، ووسام جائزة حمدان بن محمد الدولية للتصوير محور «صنع الإنسان».