هناء الحمادي (أبوظبي)

حكاية تصوغها يد مبدع يعاني اضطرابات «طيف التوحد»، حقق العديد من الإنجازات وكتب اسمه في سجل المبدعين، يرى فيها العالم باللونين الأبيض والأسود، يستلهم رسوماته من ملامح الحياة في الإمارات، بأسلوب فني بارع ولمسات مستمدة من حب التميز. 
تولى الشاب عبد الله لطفي ابتكار مشروع فني يستعرض مجموعة من أهم الأحداث على مدار العقود الخمسة الماضية في دولة الإمارات، وفي الوقت ذاته يسترجع تلك الذكريات بطريقة فريدة، وتجلى ذلك في تحفته الفنية التي تعرض في مطار دبي، نال من خلالها لقب «العالمي»، حيث يراها ملايين المسافرين من العالم، ويتوقفون عندها طويلاً ما بين التأمل والإعجاب، والتقدير لأنامل فنان من فئة خاصة.

عبد الله فنان إماراتي، ينبع شغفه بالفنون من اهتمامه بأدق التفاصيل، ونظرته الفنية للعالم  وروحه المرحة، حيث تتميز رسوماته عادةً باللونين الأبيض والأسود لآفاق الإمارات والمناظر الطبيعية بلمحة محبة للحياة اليومية في الإمارات، وكفنان لديه اضطرابات التوحد، يرى العالم ويفسره بطريقة غير تقليدية، فحالته الخاصة تجعل عمله ينقل رسالة قوية ورؤية ثقافية.

مشاركات فنية 
شارك عبد الله في العديد من المعارض، التي تم بيع لوحاته فيها بالكامل، كما تم تكليفه بالكثير من الأعمال للعديد من الفنادق والبنوك، ومطار دبي الدولي، حيث يرى ملايين المسافرين إبداعاته الفنية، كما نفذ أعمالاً لمتاجر البيع بالتجزئة التابعة لشركة ماجد الفطيم، كما رسم كتاب تلوين للأطفال بالتنسيق مع سفارة الإمارات في واشنطن، بالإضافة إلى ذلك، يقدم ورش عمل الرسم السريع والعروض التوضيحية للمدارس والجهات الأخرى، ويواصل تطوير قدراته على الصعيدين الفني والشخصي كفنان موهوب، كما يواصل تعليم زملائه، استخدام أساليب وسائط متنوعة، ويعمل على زيادة الوعي والاهتمام بالفنون بين أصحاب الهمم.

رسوم كرتونية
عبدالله لطفي البالغ 28 عاماً، توجه إلى الفن ليكون مجاله الذي يفضله، موضحاً أنه اختار العمل بالأبيض والأسود لأنه يذكره بكتب الرسوم الكرتونية، التي تعيده إلى أيام الطفولة ومرحلة البداية الأولى مع الفن، ولفت إلى أن المرشدة تساعده كثيراً في الأعمال المكلف بها، لاسيما بعد أن انتقل إلى فن التشكيل، ووصل إلى درجة مميزة في تنفيذ اللوحات، ونال ذلك التقدير والإعجاب في المعارض التي يشارك بها، خصوصاً أنه يرى أن الفن أفضل عمل قام به على الإطلاق؛ لذا يتعامل مع لوحاته بحب وإخلاص، وحول ذلك إلى مصدر دخل وأسلوب حياة. 
ويتجنب عبدالله الألوان، لأنها تحمل إليه الكثير من التوتر، وإضعاف التركيز خلال الرسم، وتشتت انتباهه إلى الاهتمام بتوزيع الألوان وليس العمل نفسه، ومع ذلك فهو أحياناً يدخل اللون إلى العمل لأنه يكون عملاً مكلفاً به أو أنه يحتاج قليلاً إلى ضرورة إدخال اللون، أما عن التحديات الأساسية في العمل فنوه بأنها تكمن في تقسيم ووضع المباني والشخصيات في المربعات، كما أن الكتابة ضمن العمل تشكل تحدياً آخر، ولهذا يفضل أن تكون معظم أعماله بالأسود والأبيض.

الثقافة اليابانية 
يجد عبدالله في اليابان وجهته المفضلة، وزار طوكيو مرات عدة، وفي كل مرة يعجب بثقافة هذا البلد، حيث دفعه تقديره وعشقه لها، إلى تنفيذ العديد من الرسومات واللوحات عن جوانب مختلفة من الحياة هناك من ثقافة البوب (من الأشكال التعبيرية المنطوقة والتي تختزنها الذاكرة الشعبية) والأنمي (أعمال الرسوم المتحركة اليابانية) إلى الرموز والمناظر الطبيعية.

مشاركة
عبدالله لطفي لديه الكثير من الإنجازات التي يفتخر بها في عالم الرسم، من أبرزها قطعة دائمة تعرض في المبنى رقم 3 بمطار دبي الدولي، وهي من فئة «الديوراما» (رسومات مستوحاة من فن البوب)، يوضح من خلالها نبض الحياة اليومية في المدينة.. وشارك في المعرض الفردي الثاني المكون من 116 لوحة فنية في غاليري كوادرو بدبي، ومعارض أخرى في مركز دبي المالي العالمي، كما رسم لوحة مثيرة للدهشة، أبعادها 2× 2 متر، عرضت في «إكسبو 2020 دبي»، تبدو وكأنها صورة فوتوغرافية تم التقاطها من طائرة من دون طيار، بدرجة عالية من الاحترافية، بالإضافة إلى ذلك لديه هوايات أخرى منها لعب البولينج وحصل على ميدالية برونزية في «البولينج الزوجي» ضمن فعاليات دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص بأبوظبي 2020. 

  • عبدالله لطفي مع والده وابنة خالته ومديرة أعماله (الصور من المصدر)

معرضان 
نظم عبد الله لطفي معرضين، أحدهما في مركز دبي المالي العالمي، ضم 100 لوحة فنية نفذها على القماش بقياس 20× 20 بوصة (10بوصة = 0.254 متر)، حيث تحرص أسرة عبد الله على تطوير قدراته وتنمية موهبته باستمرار.