خولة علي (دبي)

أثبت أصحاب الهمم أن الإعاقة لم تشكل عائقاً أمام ما يتمتعون به من إرادة وقدرة على تغير واقعهم وجعله أكثر تميزاً في مختلف المجالات التي تواجدوا فيها، وهذا ما تشهد عليه إنجازاتهم وما دونته أعمالهم من إبداع قلما نشاهده في غيرهم.. الفنان الفوتوغرافي محمد البلوشي واحد من الذين كانت لحادثة إصابته بالإعاقة بداية رحلة تحول نحو الأفضل ورؤية الحياة بشكل مختلف أكثر إيجابية بل أصبح مؤثراً في الآخرين.

رحلة المصور الفوتوغرافي محمد البلوشي لم تكن مفروشة بالورد، إنما فيها من الأشواك والمنغصات ما حولها إلى وقفات للتعلم والتسلح بمزيد من العزيمة على مواصلة المشوار نحو التميز، ليتحقق بذلك مبتغاه في أن يكون أحد المصورين المحترفين في صناعة الصورة، وترك بصمته فيها. 

البداية 
بدأ رحلته مع التصوير بعد انضمامه لفريق «بصمة ضوء» للتصوير الفوتوغرافي وتمكن من إعدادات الكاميرا والتقاط صور مميزة، هذا الشغف أسهم في تغير روتين حياته نحو الأفضل، بعد أن قيد نفسه بقيود العزلة جراء الحادث الذي تعرض له وأصبح بسببها قعيداً، إلا أنه استطاع أن يكسر هذه القيود ويصبح أكثر اندماجاً في المجتمع وقدوة للآخرين بالتحدي والإرادة.

وقال محمد البلوشي: لقد أصبحت أكثر إيجابياً في علاقتي مع نفسي والمحيطين بي، فما يحققه المرء من إنجاز في حياته، ليس سوى دافع للآخرين لعدم الاستسلام والمضي قدماً في مشاريعهم لإنجازها، فعالم التصوير كانت بداية التحول بالنسبة لي وخطوة نحو الإبداع وإثبات الذات، ومن خلال العديد من الورش الفنية التي حضرتها، والاحتكاك بمصورين محترفين وأهل الخبرة والممارسة لمستمرة بالتصوير، تحولت إلى مصور محترف خبير في أنماط مختلفة من الصورة، بالإضافة إلى إثراء اللغة البصرية من خلال مشاهدة أعمال الفنانين العالميين وكيفية قراءتهم للمشاهد، فرحلة التعلم كانت طويلة فيها من الكثير من المشقة والتعب والمصاعب، إلا أنني استثمرتها بشكل إيجابي. 

الموروث
عن النمط الفني الذي يميل له، يؤكد البلوشي أنه بدأ اهتمامه بتصوير الموروث الشعبي، وكل ما يتعلق بالبيئة المحلية، إلا أنه شيئاً فشيئاً وبعد أن تعرف على المزيد من إعدادات الكاميرا وجه عدسته إلى تصوير الحياة البرية وملامح الشارع وأيضا نحو معالم المدن بكافة تفاصيلها.  وشارك البلوشي في العديد من الرحلات التصويرية في سفاري العين ومركز حيوانات شبه الجزيرة العربية في الشارقة ومهرجان أضواء الشارقة ومؤخراً إكسبو 2020دبي، إلى جانب بعض المعارض، من خلال «سكة» الفني في دبي ومعرض بمناسبة اليوم الوطني برعاية هيئة دبي للثقافة ومعرض آخر بمناسبة اليوم العالمي للتصوير في دار عكّاس للفنون البصرية وآخر مشاركة في المعرض الدولي للتصوير الفوتوغرافي في الشارقة «إكسبوجر».  

ويرغب البلوشي في إيصال رسالة مجتمعية مفادها أن أصحاب الهمم قادرون على العطاء في المجالات كافة، ويسعى لأن يكون قدوة لأصحاب الهمم وتشجعهم على ممارسة هواياتهم أو حتى اكتساب مهارات جديدة يحققون من خلالها جدارتهم ويتفاعلون مع المجتمع. 
ويؤكد أن الطموح لا يتوقف عند حد معين فكل ناجح يسعى إلى تحقيق المزيد من النجاح، ويتطلع إلى تجهيز «استديو خاص» للتصوير الفوتوغرافي يقدم الورش الفنية فيه، وتحفيز عدد كبير من أصحاب الهمم للانضمام وخوض تجربتهم في التعرف على فنون التصوير وتقنياته.