عبد الله أبو ضيف (القاهرة)

صناعة الخزف تعد من أقدم الصناعات التي عرفها الإنسان، وزينة مصنوعة من المواد غير العضوية، صلبة وهشة حيث يوضع في النار، ويعتبر مرناً في وضعه الطبيعي، ويتم استخدامه في العديد من الأشياء مثل الأواني الفخارية والتماثيل الزخرفية.

أقدم الفنون
يعد الخزف من أقدم الفنون التي عرفها الإنسان، وهو فن إسلامي قديم، حيث يتكون بشكل رئيس من مياه الأمطار والأرض الترابية التي تتحول إلى طين بفعل المطر، ثم تطبع عليها بصمة الأرجل والخطوات شكلت تقعرات امتلأت بالمياه فعرف منها الإنسان كيف يحفظ سوائله.
بينما  في عصر الزراعة احتاج لأشياء يحفظ فيها الحبوب خاصة بعد أن جفت الطينة ثم عرف النار وقام بتسوية الأشكال التي صنعها من الطين لتصبح أكثر صلابة ولا تنهار بفعل المياه والسوائل، ثم عرف أن الرمال تنصهر بفعل النار وتتحول إلى زجاج فكانت الطبقة الزجاجية التي تسد المسام في الأواني الفخارية وتزيد الفخار صلابة وأصبح عنده نوعان من المنتج الطيني الفخار المسامي والخزف المطلي بطلاء زجاجي شفاف وأحياناً ملون.
وشهدت صناعة الخزف تطوراً على مدار السنين من أدوات نفعية إلى فنون وعرف أيضاً باسم الخزف بعد مزجه بالطلاءات الزجاجية واسم خزف اسم إغريقي مأخوذ من كلمة كيراميكوس، أي صانع الفخار، وأعظم ما أنتج في فنون الفخار والخزف هو ما أنتجته الحضارة الإسلامية لتعدد البلدان التي ضمتها هذه الحضارة وتنوع الأساليب والتقنيات التي عرفها صانعو الفخار في ظل الفنون الإسلامية. 

صناعة
دخلت صناعة الخزف في العديد من الصناعات وعد الخزف الصيني من أشهرها وأقدمها، ويتكون من الكاولين والبغماتيت نوع من الجرانيت الخشن، حاول الأوروبيون تقليد صناعة الخزف الصّيني، لكنهم فشلوا لأنهم غير قادرين على تحليل التركيب الكيميائي لها، ثم في القرن الثامن عشر قام الصينيون بإضافة رماد العظام إلى الطّين أو الصّلصال ليتشكل نوع من الخزف العظمي وهو أقوى بكثير من الخزف الصّيني العادي. ويدخل في الخزف مواد مثل الطين والفلسبار، وهو معدن يتكون معظمه من سيليكات الألمنيوم، والصوان، وهو نوع من الكوارتز الصلبة، والسيليكا هو مركب من الأكسجين والسيليكون، وهي من العناصر الأكثر وفرة في قشرة الأرض.

تصنيع 
تبدأ مرحلة تصنيع الخزف بطحن المواد وسحقها وتنقيتها من الشوائب، وتخلط بعد ذلك مع الماء، ويتم استخدام الترشيح المغناطيسي لإزالة الحديد من العجينة، بعدها يقوم الخزفيون أو الحرفيون بتشكيل الخزف من أوانٍ وتحف، حيث يتم تعريضها لدرجة حرارة منخفضة بالتدريج لتبخير الملوثات المتطايرة وتقليل الانكماش خلال إطلاق النار في هذه المرحلة يتم رفع درجة الحرارة إلى أن تصل إلى 1200 درجة مئوية، ويوجد أفران خاصة ومطورة لصناعة الخزف بعدها يتم تبريده حتى نسمح للزجاج السائل ليصلب ويبرد ليبدأ استخدامه.

استخدامات
يستخدم الخزف في العديد من الأمور منها تصنيع  المزهريات  وأطباق الطعام والتماثيل وغيرها من العناصر الزخرفية وأحد الاستخدامات الأكثر شهرة من الخزف صناعة جسور الأسنان والقشرة ويسمى بالبورسلان، وتعد هذه المادة مقاومة للبقع أفضل من المواد الأخرى ويعطي البورسلان منظراً يشبه الأسنان الحقيقية. في المجال المعماري يتم استخدام الخزف في جميع أنواع المباني في الأرضيات والجدران في الداخل والخارج. إلى جانب استخدامه في الحمامات والمطابخ لأنه مقاوم للرطوبة ومقاوم للماء، والخزف يجعل الأرضيات متينة للغاية، كما يمكن أن يشهد على ذلك الأرضيات الفسيفسائية القديمة التي لا تزال تبدو جميلة بعد قرون من تثبيتها على الأرضيات والجدران.