عبد الله أبو ضيف (القاهرة)

تأثرت ثقافات الشعوب في جميع أنحاء العالم بظاهرة خسوف القمر، وارتبط بها العديد من الأساطير والخرافات المدهشة والتي يصور الكثير منها الحدث على أنه فأل من ناحية أو تشاؤم من البعض الآخر. وأوضح الدكتور علاء النهري نائب رئيس المركز الاقليمى لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بالأمم المتحدة أن شعوب «الإنكا» لا ترى خسوف القمر على أنه شيء جيد، ويعتقدون أن نمر الجاكوار كان يهاجم القمر محاولاً التهامه، لذا كان الناس يصرخون ويهزون رماحهم، ويجعلون كلابهم تنبح وتعوي، لإحداث ضجيج كاف لإبعاد النمر. وأشار إلى أن بلاد ما بين النهرين القديمة اعتبرت خسوف القمر هجوما مباشرا على الملك وعليه يتم تنصيب ملك مستعار يشكل نفسه كعاهل، بينما الملك الحقيقي يختبئو وبمجرد أن يمر الكسوف تتم إعادته. وأضاف أنه بالنسبة للكثير من الناس في الهند فإن خسوف القمر شيء سيئ وعليه يتم تغطية الطعام والماءو وتؤدى طقوس التطهير ويجب على النساء الحوامل على وجه الخصوص ألا يأكلنو أو يقمن بأعمال منزلية من أجل حماية أطفالهن الذين لم يولدوا بعد. أما أسطورة قبيلة «الهبا» من الأميركيين الأصلين شمال كاليفورنيا فهي أكثر مرحاً حيث تعتقد أن القمر لديه 20 زوجة، والكثير من الحيوانات معظمها أسود جبلية ودببة وثعابين، وعندما لا يجلب القمر لهم ما يكفي من الغذاء ليتناولوه، تهجم عليه تلك الحيوانات وتجعله ينزف، وينتهي الخسوف عندما تأتي زوجات القمر لحمايته، وتقوم بجمع دمه وإعادة الصحة له. وفي جنوب كاليفورنيا كان الخسوف إشارة على أن القمر مريض، ويلقي أفراد القبيلة بعض الأناشيد أو الصلوات لإعادة الصحة إليه. وكشف النهري عن أن الخسوف يحدث عندما يقع القمر والأرض والشمس في مستوى واحد، وعندما يمر القمر عبر الجزء الاكثر إظلاماً من ظل الأرض، وتعرف تلك الظاهرة الفلكية باسم الخسوف الكلي للقمر ويتزامن مع حدث منفصل يطلق عليه «القمر العملاق»، إذ يظهر أكبر من المعتاد نتيجة وجوده في أقرب نقطة له من الأرض.