هناء الحمادي (أبوظبي) 

تشكل تربية الصقور عند محمد الكتبي ورعايتها والصيد بها رمزاً وطنياً وتقليداً تاريخياً، فهي هواية وهوية تحملها الثقافة العربية العريقة، ومنذ أن كان عمره 8 سنوات، كانت عيناه تراقبان والده وهو يقوم بتربية الصقور بكافة أنواعها، ونمّى هذا الحب حتى أصبح اليوم يملك 250 صقراً في المقيض بمختلف أنواعها، خاصة «صقور الجير»، ومن هذا المنطلق كان وما زال يسخر جل وقته وجهده وماله لهذه الهواية، التي ما زال يحيط بها نوع من الهيبة والقوة والفن. 

  • محمد الكتبي مع طيره (تصوير: صادق عبدالله)

موروث 
محمد الكتبي المعروف بـ «ابن عاطن» في منطقة المدام في الشارقة لم تكتمل فرحته وهو صغير حين أهداه والده صقراً، لكنه استيقظ اليوم الثاني ليراه ميتاً، منذ تلك اللحظة وجد نفسه يكتسب الخبرة من والده والمقربين منه من محبي تربية الصقور، وتعرف على أسمائها وأنواعها.  ويقول الكتبي: «تعتبر تربية الصقور ترسيخاً للمعاني التراثية الأصيلة لكونها هواية وموروثاً شعبياً أصيلاً يمتد عبر مئات السنين، مؤكداً أهمية صون الصقارة باعتباره تراثاً ثقافياً إنسانياً». 

ملك الفضاء
ويضيف: «الصقر (ملك الفضاء) الذي يرتاد الآفاق الشاسعة بلا حدود أو قيود، حيث يُصنف الصقر من الطيور الجارحة، لما تتميز عن غيرها من الطيور الجارحة بسواد عينيها، وسرعتها التي تفوق 300 كيلومتر في الساعة عند انقضاضه على الفريسة، كما تمتاز بحدة بصرها التي تفوق من 4 إلى 8 أضعاف حدة بصر الإنسان.
وتنقسم الصقور إلى عشرات الفصائل، وفقاً لأحجامها وأوزانها وألوان ريشها وسرعتها وقدرتها على الطيران، وتعيش فصائل الصقور المختلفة في مناطق جغرافية ومناخية متعددة من الصحاري شديدة الحرارة وحتى المناطق الثلجية شديدة البرودة».

وأشار إلى أنه من منطلق حبه لعالم الصقور وفر لها الرعاية الكاملة، من خلال التنسيق مع طبيب لمتابعة حالات الصقور والفحص الدوري للتأكد من سلامتها، كما تم توفير الغذاء الخاص بها للرعاية والاطمئنان على التغذية السليمة لها.

ميزات
وعن مميزات صقر الجير قال: يسهل إنتاج هذا النوع أكثر في الدول الأوروبية نظراً لطبيعة البيئة والأجواء الباردة، وسهولة تدريبها سواء في القنص أو سباقات التلواح «السرعة»، ويتكاثر هذا النوع في دول الخليج «الجير» لكنه يحتاج إلى بيئة طبيعية على هيئة مبانٍ وإضاءة اصطناعية، مشيراً إلى أن «صقر الوحش» من الصقور العابرة ويتكاثر بشكل قليل في الطبيعة وصعب اصطياده، كما أن أسعاره باهظة، ولا توجد مسابقات له في عالم الصقور.

عُرف ابن عاطن في منطقة المدام بعمل المزادات، حيث يمتلك النادر منها والأغلى سعراً، موضحاً أن ما يميز المزاد أنه يجذب الكثير من محبي تربية الصقور، الذين تتنوع لديهم الصقور، مما يجعل التنافس قوياً، وقد باع صقراً بقيمة 380 ألف درهم وهو الأغلى سعراً حتى الآن في عمليات البيع بالنسبة للمزاد.