مع استمرار الجهد العلمي لبناء فهم أفضل للعلاقة بين بكتيريا الأمعاء وصحة الإنسان، سلطت الأبحاث الضوء مجدداً على العلاقة بين تلك البكتيريا وممارسة الرياضة.

فقد ذكرت دراسة جديدة على الفئران أن بكتيريا الأمعاء يمكن بالفعل أن تساعد على زيادة النشاط البدني، وفقاً لما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية Behavioral Processes.

 واعتمدت الدراسة التي أجراها علماء في جامعة كاليفورنيا، على اكتشاف آخر مثير للاهتمام من عام 2019.


مصدر للوقود
إذ قيمت تلك الدراسة، التي أجرتها جامعة هارفارد، على بكتيريا أمعاء 15 رياضياً من النخبة، ووجدت مستويات مرتفعة من نوع معين من البكتيريا، والذي تم عرضه للحصول على تفضيل فريد لحمض اللاكتيك كمصدر للوقود. 

وأظهرت تجارب على سير الفئران على جهاز المشي أن وجود هذه البكتيريا أدى إلى المشي لفترات أطول وشعور أقل بالتعب.

بدوره، قال الباحث ثيودور غارلاند إن نتائج الدراسة أكدت "أن بكتيريا الأمعاء تؤثر على عمليات الهضم ووظيفة العضلات، بالإضافة إلى التحفيز على السلوكيات المختلفة، بما يشمل الأداء البدني والتمارين الرياضية".

ورجح الباحثون أن الدور الذي تلعبه البكتيريا المفيدة في تحويل الكربوهيدرات إلى مواد كيميائية ينظم أداء العضلات، مما يثير احتمال أن الحصول على ميكروبيوم أمعاء ما كعلاج يمكن أن يؤدي إلى زيادة دافع الفرد للتمرين التطوعي.

نظام غذائي صحي
كذلك، أوضح غارلاند: "إذا تم التمكن من تحديد البكتيريا الصحيحة، فإن هناك إمكانية لاستخدامها كعلاج لمساعدة الأشخاص العاديين على ممارسة المزيد من التمارين الرياضية".

وكانت دراسة هارفارد قد أشارت إلى إمكانية تعزيز البروبيوتيك، من خلال اتباع نظام غذائي صحي، في حين قال غارلاند: "تكشف الدراسات السابقة أن النظام الغذائي الغربي، الغني بالدهون والسكريات، يمكن أن يكون له تأثير سلبي على التنوع البيولوجي في الأمعاء، ومن المحتمل، بالتبعية، أن يمتد التأثير السلبي إلى القدرة الرياضية وربما حتى على الدافع لممارسة الرياضة".