خولة علي (دبي) 

اهتم محمد جاسم الهاجري فارس ومربي خيول، بتعلم حرفة صناعة وتركيب «الحدوة» أي نعل الفرس، لرغبته في معرفة كل ما يتعلق بعالم الفروسية ومتطلباته، ما جعله يخوض مجالاً يتطلب الجهد والقوة والصبر. وهكذا بدأ بتطويع الحديد وتشكيله وصولاً إلى تركيب القطعة وتثبيتها في توفير قدر من الحماية والسلامة للخيول ولمن يمتطيها.
عن «الحدوة» وأهميتها يذكر محمد الهاجري أنها عبارة عن جسم معدني، لإتقانه أسرار وخطوات، ويتم صنعه بقياس الحافر ويثبَّت أسفله، لحمايته من الاحتكاك بالأسطح الخشنة والحادة التي تتسبّب بتكسير الحوافر وتهشيمها. فالعناية بحوافر الخيول من الأمور المهمة التي يجب على مالك أو مربي الخيول أن يهتم بها، فهي تشبه الأظافر التي تنمو وتحتاج إلى تقليم مستمر، لتثبيت النعل بالحافر وصيانته ومنع تآكله بين فترة وأخرى، ولاسيما للخيول التي تسير على الأراضي الصلبة. ووجود الهاجري الدائم في إسطبلات الخيول، جعله أكثر قرباً من هذا الحيوان لفهم طبيعته ومتطلباته. 
 
مراحل العمل 
ويقول الهاجري: خضت مجال صناعة «الحدوة»، لرغبتي الشديدة في تأدية عملي وواجبي بالكامل تجاه الخيل من دون الاعتماد على الآخرين. وهذه التجربة خطوة رائعة بالنسبة لي، وتحتاج إلى دقة عالية أثناء العمل عليها، نظراً لكونها تمر بعدة مراحل، منها اختيار المعدن المناسب والسماكة المطلوبة، وفقاً لوظيفة الحصان واستخدامه. وهناك «حدوات» تُستخدم للوقاية أو للعلاج وأخرى مخصصة للمشاركة في السباقات.
 بعد أخذ القياس المطلوب للحافر، يتم تسخين المعدن وتطويعه لتشكيله على شكل حرف U تقريباً وتعديل قياسه، واختيار الصلابة المناسبة. ويتم عمل ثقوب للمسامير التي تثبِّت «الحدوة» على الحافر، مع اختيار مكانها الصحيح ثم تكون المرحلة الأخيرة بتشطيبها وسنفرتها حتى يتم تجهيزها للتركيب.

الاعتماد على النفس
يؤكد الهاجري أن كل عمل في بدايته يواجه تحديات كثيرة، لكن مع الشغف والرغبة في تعلم الحرفة وفق أسس صحيحة، يتجاوز الفرد كل المصاعب، ولاسيما مع الممارسة واستشارة أصحاب الخبرة. ويعتبر أنه من الأهمية تعلّم حرفة ما، خصوصاً إذا كانت مرتبطة بمجال العمل أو بالهواية، لأن ذلك ينمّي في أفراد المجتمع الاعتماد على النفس.