خولة علي (دبي) 

وجد الشاب محمد ظبيك ملاذه في الغوص في أعماق البحار، والبحث عما فيها من كنوز بحرية وكائنات وعوالم ما زالت خفية. فبدأ رحلته في تصوير وتوثيق البيئة البحرية، مدفوعاً برغبته الملحة في الكشف عن حجم الأضرار التي تفتك بها، وتهدد وجودها، محاولاً إظهار ما يحمله البحر في جوفه من إبداعات ربانية لا بد من صونها والحفاظ عليها من أن تطالها يد العابثين. ويؤكد بعدسته دور المصور البيئي في توعية المجتمع، بإظهاره مناظر خلابة لحياة طبيعية تحتاج للدعم. 

التحكم بالضوء
بدأ المصور الفوتوغرافي حسن ظبيك مشواره في تصوير مشاهد من أسفاره لمبانٍ وشوارع وطبيعة خلابة، وانجذب إلى تصوير المخلوقات البحرية التي يصادفها ويعتبرها كنوزاً في الأعماق، وما عزز رغبته في الاستمرار بهذا النهج، تشجيع أسرته وأصحابه، فعمل على تطوير مهاراته ومعداته المتخصصة بالبيئة البحرية. ويؤكد أهمية دور محبي عوالم ما تحت الماء لنقل ما تراه أعينهم من مشاهد متنوعة، ومن ضرر يتربص بالشعاب المرجانية، لزيادة الوعي والمسؤولية البيئية، موضحاً أن تصوير الحياة البحرية، يتطلب معدات خاصة وتقنيات مختلفة، لاسيما أن التحكم بالضوء صعب جداً، وكذلك اختيار الزاوية المناسبة، بسبب تشكل التيارات التي تمثل تحدياً كبيراً. 

مواقف 
مواقف عديدة صادفها محمد ظبيك أثناء رحلاته التصويرية، ومنها أثناء غطسه في البحر الأحمر بمصر مع رفاقه، وقبل الخروج من الماء، وإذ بالقرش المحيطي يفاجئهم بالالتفاف حولهم، بعكس بقية القروش التي تبتعد عند رؤية الإنسان، ولكنه لم يؤذ أحداً منهم، واكتفى بالدوران. وموقف آخر في متنزه كومودو البحري في إندونيسيا، حيث كان ورفاقه يصورون الكائن البحري Manat Ray، فيما اشتدت التيارات لدرجة أنهم تمسكوا بالصخور على عمق 15 متراً بانتظار مرور سرب من هذه الكائنات للتسلق عليها.

محاذير
استطاع ظبيك أن يطور مهارته باستخدام كاميرات ابتدائية، وتصوير عدة مقاطع ولقطات فيديو، وصولاً إلى استخدام عدد من الكاميرات في آنٍ معاً للخروج بوثائقيات بحرية، تصوِّر تفاصيل الحياة الفطرية في الأعماق. وذكر أن مصور البيئات البحرية قد يمضي ساعات طويلة في البحث عن كائنات لالتقاط الصور لها، وقد يجذبه بعض الحطام ويغرق في التصوير ناسياً المحاذير التي قد تودي بحياته أو تعرضه للضياع، مشدداً على ضرورة أن يلازم المصور رفاقه أثناء الغوص، وأن يبلغ المرشد عن خطته والمدة التي قد يستغرقها في التصوير.

ويحرص محمد ظبيك على متابعة مصوري الحياة الفطرية المحترفين، ومنهم المصور الإماراتي علي بن ثالث، ومحاولة محاكاة صوره وزاويا تصويره، ويعمل على مشاركة أعماله في تصوير الكائنات البحرية على منصات التواصل الاجتماعي، ويتطلع إلى تصوير المتاحف البحرية حول العالم، وإظهار جمال البيئة البحرية في الإمارات. 

18 متراً
على مدار 10 سنوات، استطاع المصور محمد ظبيك التقاط العديد من الصور لأنواع مختلفة، منها متناهية الصغر، كـ«بزاق البحر» أو «عاريات الخياشيم»، ومنها الضخمة كـ «القرش الحوتي» الذي يصل طوله لأكثر من 18 متراً، وسمك «المهرج» أو «النيمو»، وأسراب «الجش» و«الباراكودا» التي تختلف أحجامها، وردود أفعالها عند اقتراب الإنسان منها.

معدات وتقنيات
استخدم ظبيك معدات خاصة للتصوير البحري، منها 4 أنواع من كاميرات الأكشن المتخصصة، وكاميرات الـ 360 درجة، وابتكارات «بيت الهاتف» للتصوير تحت الماء كما على السطح، ومعدات «صوِّر وصوِّب» مع تقنية الإضاءة لتعويض غياب الضوء في الأعماق.