الشارقة (الاتحاد) 
أعربت سعادة ريم بن كرم، مديرة «نماء» للارتقاء بالمرأة، عن فخرها واعتزازها بدعم وحماية الحرف التراثية الإماراتية، تجسيداً لرؤية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، مؤسسة ورئيسة مجلس «إرثي» للحرف المعاصرة، التي تؤمن بأن التراث الحرفي للشعوب إرث ثقافي يكشف المشتركات الإنسانية ويرتقي بثقافات العالم.

جاء ذلك في حفل تخريج 19 حرفية من المنتسبات للدورة الثانية من برنامج «التبادل الحرفي» الذي أقيم اليوم الخميس في مجلس ضاحية سهيلة في مدينة كلباء، بحضور مسؤولي ومدراء المؤسسات في مدينة كلباء.
وشهد الحفل عرض فيديو تعريفي عن البرنامج ورؤيته ورسالته، الرامية إلى تنمية مهارات الحرفيات الإماراتيات في تقنيات التطريز من مختلف الثقافات، حيث عزز مهارات الحرفيات في 25 تقنية تطريز متنوعة من عدة مناطق في باكستان، من خلال 250 - 300 ساعة تدريبية قدمتها نخبة من الخبيرات على مدار 14 أسبوعاً.

جسر ثقافي
وأكدت سعادة ريم بن كرم أن البرنامج شكل حواراً فنياً وجسراً ثقافياً يربط بين الثقافتين الإماراتية والباكستانية، ويرتقي بذائقة الحرفيات ويثري خبراتهن، مثمنة تعاون مجلس «إرثي» مع المصمم العالمي رزوان بيه، الذي أسس في باكستان تجربة تتقاطع أهدافها مع تجربة المجلس.

وأضافت: أود التعبير عن فخري وتقديري لكل مبدعة خاضت البرنامج، وثابرت لاكتساب مهارات جديدة، لأن هذا الإصرار يعكس شغفهن بالحرف اليدوية، وإيمانهن بدور التعلم في تغيير الواقع وبناء مستقبل أفضل.

وأشاد المصمم العالمي رزوان بيه بجهود مجلس «إرثي» في الحفاظ على الحرف اليدوية وحمايتها ونقلها إلى الأجيال المقبلة، واستدامة الإرث الثقافي لدول منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا وجنوب شرقي آسيا.
وقال: إن رؤية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، وحرصها الدائم على دعم المرأة يعكس محبتها لدولة الإمارات، وإمارة الشارقة، والشعب الإماراتي، وشعوب العالم.

وتوجه رزوان بيه بالشكر لسعادة ريم بن كرم، وأعضاء مجلس الإدارة، والفريق الذي عمل على نجاح برنامج التبادل الحرفي، والمنتسبات، كما عبر عن فخره بالفرصة التي وفرها له مجلس «إرثي» للتعريف بمهارات تقليدية عرفتها السيدات الباكستانيات منذ القدم، وكادت أن تندثر.

أعمال عصرية
وتوجهت المتخرجة منى ميرزا محمد، بالنيابة عن الحرفيات المنتسبات لبرنامج التبادل الحرفي، بجزيل الشكر لمجلس «إرثي» للحرف المعاصرة لمنح المنتسبات فرصة لاستثمار أوقاتهن واللقاء بزميلاتهن لتعلم مهارات جديدة يستفدن منها، كما شكرت المصمم رزوان بيه على توجيهاته وأسلوبه في تعليمهن مهارات التطريز الباكستاني.
وأضافت: ساعدنا دعم مجلس إرثي على تعلم فنون وتقنيات حرفية عالمية، وتحقيق نتائج مميزة نفخر بها، ما يمهد لنا الطريق لتقديم أعمال عصرية مبتكرة قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية، وتعريف العالم كله على الإرث الغني لدولتنا الحبيبة، وجماليات الحرف اليدوية الإماراتية العريقة.

ووزعت سعادة ريم بن كرم شهادات التخرج على المنتسبات المتخرجات في البرنامج، وهنأتهن على هذا الإنجاز الجديد الذي حققنه، ثم التقط الجميع صورة جماعية تذكارية.
وخلال المرحلة الأولى من برنامج التبادل الحرفي، على مدار 5 أسابيع، عملت الحرفيات الباكستانيات على تدريب حرفيات «إرثي» على أساسيات الخياطة، واستخدام أدوات التطريز، وأساسيات فنون تطريز الآري والزردوزي، تلتها 3 أسابيع من التدريب المكثف على دمج غرزات وأنماط وتقنيات التطريز الباكستانية في أعمال «إرثي» المنجزة باستخدام حرفتي التلي والسفافة، واستكشاف مواطن التآزر بين الثقافتين والحرفتين. وشملت المرحلة الثانية 6 أسابيع من التدريب المتقدم، تعلمت المشاركات خلالها تقنيات التطريز، والتزيين بحبات الخرز، والأحجار الكريمة، وخيوط الذهب والفضة، لإنتاج تصاميم فاخرة.