دبي (الاتحاد)

أكد البروفيسور عبدالله شهاب، رئيس اللجنة العلمية في جمعية الإمارات الطبية ونائب رئيس جمعية القلب الإماراتية أن أمراض القلب والأوعية الدموية تعتبر من أبرز الأسباب الرئيسة للوفاة حول العالم، حيث تبلغ نسبة انتشارها ما يقرب من 4% حول العالم. وأشار شهاب إلى أن دولة الإمارات تسجل ما نسبته 10.2٪ على صعيد الإصابة بهذا المرض، وتعود هذه الزيادة إلى العديد من العوامل والممارسات غير الصحية التي تؤثر على القلب، لا سيما بين الفئات العمرية الصغيرة، مثل عسر شحميات الدم وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري والتدخين والسمنة وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة والتوتر. 

الأسباب 
ونوه البروفيسور عبدالله إلى أن عسر شحميات الدم يعتبر العامل الأول المسبب لأمراض القلب والأوعية الدموية، يليه خلل شحميات الدم. ويؤدي ارتفاع نسبة الكولسترول إلى ارتفاع الدهون المنخفضة الكثافة LDL أو انخفاض البروتينات الدهنية المرتفعة الكثافة HDL أو ارتفاع الدهون الثلاثية.
وأضاف: يعتبر ارتفاع ضغط الدم من الأسباب الرئيس المسببة لأمراض القلب والأوعوية الدموية، والأفراد الذين يعانون من ارتفاع ضغط دم أعلى من 140/90، هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض. 

وذكر أن 33 ٪ من سكان دولة الإمارات يعانون من مرض ارتفاع ضغط الدم ونحو 20٪ من السكان مصابون بالسكري و16% يدخنون. ويعتبر ارتفاع نسبة الكولسترول وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري والتدخين والإجهاد والتوتر والسمنة، من العوامل الأساس المسببة للمرض، وكل هذه العوامل منتشرة في منطقتنا، لا سيما بين الشباب. 
وقال شهاب: من بين كل فردين، يعاني فرد واحد من ارتفاع نسبة الكولسترول؛ ومن بين 3 أفراد، يعاني فرد واحد من مرض الضغط، ومن بين كل 5 أفراد يعاني فرد واحد من مرض السكري، ومن بين 8 أفراد، يوجد فرد مدخن. 

الوقاية 
وشدد البروفيسور شهاب على مسألة تعزيز الوعي المجتمعي والعام حول العوامل الخطيرة المسببة لأمراض القلب، والتي تعتبر من أبرز طرق التوعية التي تساعد على تجنب الإصابة بهذا المرض، منوهاً إلى أنه يجب على الأفراد المتابعة الدورية مع مراكز الوقاية الأولية وطب الأسرة وطبيب القلب للاطمئنان ومعرفة نسب دهون الدم وارتفاع ضغط الدم والسكري وسواها.  
وأضاف: من المهم عمل اختبارات شبه دورية لسكري الدم A1C ، إذ إن أعراضه تشبه أعرض ضغط الدم ويظهر ذلك بشكل كبير عند المدخنين الذين يشعرون بالكسل، ولا يمارسون الرياضة ويميلون إلى تناول الوجبات السريعة. وأكد أن مسألة تعزيز الوعي حول عوامل الإصابة بهذا المرض تعتبر أمراً بالغ الأهمية حتى يستطيع الفرد اكتشاف الأعراض التي قد يتعرض لها في البداية ومن ثم الذهاب إلى الطبيب المتخصص لمعالجتها. 

ومن العوامل الأخرى التي تساعد على تجنب الإصابة بأمراض القلب والأعوية الدموية تجنب التدخين واتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضروات، وممارسة الحياة اليومية بالشكل الصحيح بعيداً عن الضغوط والتوتر. وفي حال إصابة المريض بداء السكري أو أنه كان يعاني من ارتفاع الكولسترول، فإن دولة الإمارات توفر أدوية معتمدة خضعت لدرسات وأبحاث علمية على أعلى مستوى عالمي للحد من مخاطر هذه الأمراض. وتتوفر في دولة الإمارات أدوية تساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين.
وتستند هذه العوامل إلى أدلة علمية، وكذلك أدوية أخرى خضعت إلى دراسات عميقية  تسهم في خفض مستويات الكولسترول عن طريق الحقن، وقد تم تجربة البعض منها في معالجة ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري.

تحديد الدواء
وقال البروفيسور شهاب:  يتم تحديد الدواء بناءً على مستوى ونوع الضرر الذي حدث للقلب أو الدماغ أو للكيانات الوعائية، وفقاً لتقرير الطبيب. ويجب على الطبيب المعالج معرفة العديد من الجوانب حول حالة المريض مثل أسلوب حياته من حيث الأدوية أو حتى التدخل السريع للسيطرة على بعض الحالات حتى لا يزداد الأمر سوءاً.  لذلك فإن كل مريض لديه أسباب ودوافع خاصة يتم التعامل معها وفقاً لحالاته. وتوفر دولة الإمارت كل الإمكانيات والمرافق التي تساعد على توفير حياة صحية بما فيها الدواء المدعوم من التأمين.  

وأكد البرفيسور  أن أمراض القلب والأوعية الدموية حقيقة واقعة، وتتسبب بوفاة أكثر من 19 مليوناً في المنطقة. وقال: أنصح الجميع بالمتابعة الدورية مع الطبيب المتخصص واتباع أسلوب حياة صحي، بما فيها الأطعمة الصحية وممارسة الرياضة بشكل منتظم لتجنب الإصابة بهذا المرض.