لكبيرة التونسي (أبوظبي)
خولة سعيد الشحي ارتبطت بالبحر، ترعرعت على شواطئه، عشقت جماله ورائحة ذكرياته، فكان متنفسها. ولأنها كانت تتقن الرسم، أصبح الفضاء الأزرق مصدر إلهامها لاستكشاف أعماقه والغوص بين لآلئه، وبعدما طورت نفسها واكتسبت خبرات كثيرة باتت من الغواصات الماهرات، ولم تكتف الشحي بالغوص بهدف التحدي، إنما اتخذت منه وسيلة للتعلم، والتقاط صور رائعة وإظهار ما في أعماقه من سحر ونقله إلى اليابسة.
أسهمت خولة الشحي في الحفاظ على البيئة البحرية، عبر مشاركتها في حملات تنظيف قاع البحر على مستوى الإمارات، ونجحت في جمع النفايات، لاسيما «البلاستيك»، وبقايا شباك الصيد العالقة في الأعماق، أثناء ممارسة هواية الغوص المفضلة لديها.
عشق البحر
والشحي أم لـ 4 أطفال، اثنان منهم يمارسان الغوص مع والدهما، وهي تجيد عدة لغات، وتحب الرسم إلى جانب هوايات أخرى، إلا أن عشقها للبحر، جعلها تفضل الغوص في أعماقه. وهذا الشغف بدأ باكراً، منذ كانت ترافق والدها في رحلات الصيد، وكان يسمح لها بالسباحة والقفز في الماء، حتى نشأت بينها وبين البحر علاقة روحية، بعدما تغلبت على الشعور بالخوف.
عالم ساحر
قالت الشحي، إن زيارتها لإحدى جزر إندونيسيا عام 2018، زادت من عشقها للبحر، فقررت احتراف الغوص، حيث بدأت التدريب في الأماكن المغلقة، لاكتساب مهارات وتقنيات وخبرات السباحة والغوص تحت الماء، لتستكشف عالماً رائعاً يعج بالكائنات البحرية المبهرة. وفي كل مرة تمارس الغوص يزيد شغفها بالبحر وعوالمه الساحرة، حتى أصبحت تتوفر على أكثر من 17 شهادة في الغوص الحر والغوص المتقدم والغوص الليلي، كما نجحت في الغوص على عمق 40 متراً، لتواصل اكتشافها لمتحف بحري لا يستطيع الكثيرون الوصول إليه والاستمتاع به، ما زاد من شغفها بعالم الغوص، والاستمرار في تطوير نفسها بشكل أكبر، حتى أصبحت مدربة ومحترفة تصوير في الأعماق.
موسوعة جينيس
نجحت الشحي في الغوص على عمق 20 متراً بدون معدات، وتطمح لأن تكون أول إماراتية تدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية، بممارسة الغوص بدون معدات على مسافات عميقة، وتخطط للغوص في بالي وسيشل وموريشيوس وعدة جزر في إندونيسيا، وكذلك في سلطنة عمان التي تعتبر من أجمل مناطق الغوص بالنسبة لها، مؤكدة أن الاستمتاع بهذه الهواية يتطلب احترام المعايير وشروط السلامة وتطبيق النصائح وحسن استعمال المعدات.
«الماكرو»
ممارسة الشحي لفن الرسم منذ صغرها، جعلتها تتذوق جماليات البحر، فطورت نفسها في مجال التصوير، وباتت توثق أجمل اللقطات بعدستها، مستخدمة تقنيات خاصة في التصوير الليلي، لتنقل عالم البحر إلى السطح وعرضه على صفحتها على «إنستجرام» مع أصدقائها ومتابعيها. وهذا المجال مكنها من معرفة سلوك بعض الكائنات البحرية، حيث إنها ترفق صورها بمجموعة من المعلومات. ومع الوقت أتقنت خاصية تصوير «الماكرو»، وتنشر مجلات عالمية صورها.
حياة بحرية غنية
تذكر خولة الشحي، أن العاصمة أبوظبي تتوفر على حياة بحرية ساحرة، لاسيما في منطقة الظفرة، وجزيرة نوراي، والريف الصناعي، وأشجار القرم، حيث تتزايد أعداد الدلافين وأبقار البحر والسلاحف نتيجة لاهتمام الإمارات بالبيئة البحرية.
التصوير تحت الماء
عن شروط التصوير تحت الماء، قالت خولة الشحي، إنه إلى جانب المهارة يتطلب الأمر الحيطة والحذر من بعض الكائنات السامة، مثل السمكة الصخرية أو سمكة العقرب، موضحة أنها تستفيد من تجارب المصورين المحليين والعالميين، وتطمح إلى تنظيم معرض خاص يضم أعمالها وأعمال مصورين آخرين لإظهار مواهبهم وتبادل الخبرات والشغف، موضحة أنها تهتم بأدق تفاصيل الرحلة البحرية، وتلتزم بطقوس معينة يجب اتباعها قبل الغوص.