خولة علي (دبي) 

بدأ موسم نضج ثمار شجرة اللوز، هذه الشجرة المحلية التي لم تخلو منها البيوت قديماً، ليستظلوا بها ويأكلون من ثمارها، لذا حملت الكثير من الذكريات لدى أهل منطقة الخليج، وما زالت لها شعبية بالرغم من تناقص انتشارها وزراعتها، حيث تحرص بعض المزارع والبيوت على وجودها، ولكن على نطاق ضيق، وما زال الكثيرون يبحثون عنها في موسم القيظ مع بداية موسم قطف ثمارها، حيث يشتهون تذوق ثمارها المتنوعة بين الحلو والحامض.
يشير راشد بن هاشم، باحث في التراث، إلى أن شجرة اللوز كانت حاضرة وبقوة في البيوت قديماً، فكانت أفنيتها لا تخلو من هذه الأشجار، للاستمتاع بقطف ثمارها في ظل أجواء الصيف الحارة، التي تنضج فيه ثمارها، بالرغم من تعدد الفواكه خلال هذا الوقت من الموسم، إلا أن هذه الشجرة التي ترتبط بالبيئة المحلية، لها وقع وأثر خاص في النفوس، حيث تحمل ذكريات الماضي بكل تفاصيله، ولحظات ترقب نضوج ثمارها لتتسابق الأيدي إلى قطفها. 
فوائدها 
ويتابع بن هاشم، قائلاً: رغم أن موطنها الأصلي الهند ومدغشقر، إلا أنها جُلبت منذ سنوات طويلة وتأقلمت مع البيئة المحلية وأصبحت جزءاً منها، فكانت تزرع في فناء المنازل للاستفادة من ظلها ولتلطيف درجة الحرارة في فصل الصيف، هذا عدا عن ثمارها التي تعتبر فاكهة البيوت قديماً، وتتنوع هذه الشجرة بتنوع ثمارها فمنها الأحمر والأصفر، لذا حرص الكثيرون على زراعة وانتقاء أنواعها الجيدة التي تحتوي على ثمار كبيرة الحجم وحلوة المذاق، ولكن لا تنتشر شجرة اللوز في الوقت الحالي مثل السابق، نظرا لتنوع المنتجات والثمار التي تم جلبها واستيرادها من الخارج، وزراعة بعض ثمار الفواكه الأخرى التي نجحت تجربة زراعتها في البيوت والمزارع، كما حلت أشجار الزينة محل الكثير من أشجار البيئة المحلية، والملاحظ أنه مع بداية موسم ثمار اللوز، يسارع الكثيرون في البحث عنها، ومع ندرتها ارتفعت أسعارها. 
طرق زراعتها
وعن طرق زراعة أشجار اللوز، فهي لا تحتاج إلى رعاية واهتمام كالأنواع الأخرى من الأشجار المثمرة، فقد ألفت هذه الشجرة تربة الأرض الملحية، والحرارة الشديدة وقلة المياه، وتتصف بكبر حجمها فهي وارفة الظلال، لكنها متساقطة الأوراق ذات ساق قائم يصل ارتفاعه إلى أكثر من 20 متراً، والأفرع تنمو أفقياً في نظام دائري طبقي على امتداد الساق مما يكسب الشجرة شكلا متماثلا، أما أوراقها فهي ذات شكل بيضاوي مقلوب طولها يصل إلى 30 سم وعرضها 15 سم، وهي جلدية ذات لون أخضر غامق يتحول قبل التساقط إلى اللون الأحمر، أو النحاسي، ثم القرمزي، والأصفر، والأوراق تنمو في شكل متورد على قمة الأفرع.
أزهار وثمار
تتكون أزهار شجرة اللوز من نورات طرفية طولها حوالي 15سم، وهي ثنائية الجنس أحادية المسكن، حيث توجد الأزهار المذكرة والمؤنثة بنفس الشجرة، وغالبا ما تكون الأزهار العلوية مؤنثة والبقية مذكرة، ونجد ثمارها بيضاوية الشكل وعادة ما تكون خضراء قبل النضج، ثم تتحول إلى اللون الأصفر أو الأحمر، وتتكون الثمار من قشرة خارجية عبارة عن ألياف فلينية تحتها نسيج لحمي، كما توجد نواة حجرية وهي البذرة في داخلها والتي يمكن استخدامها في الزراعة.