شعبان بلال (القاهرة)
هي أحجار لكنها تكبر وتتغير أماكنها، صخور تسمى «تروفانتس» موجودة في 20 منطقة في رومانيا، ظاهرة فريدة وغريبة من نوعها، تبدأ مثل طفل لا يتجاوز حجمها كف يد الإنسان، ثم تكبر وتتغير أشكالها بين الدائري والمستطيل، بعضها يتخذ شكل طائر أو حيوان، ويزيد ارتفاع بعضها على 4 أمتار، ولا تنمو فقط بل أيضاً تتحرك وهذا ما يزيد الغموض والإثارة حول طبيعة نشأتها. تنمو «تروفانتس» ببطء بعد هطول الأمطار الغنية بكربونات الكالسيوم، وتتشبع الصخور المتحركة بكل المعادن الموجودة في مياة المطر وكأنه مصدر غذائها لتبدأ بعدها عملية ترسيب الرمال ويزداد حجمها من 4 إلى 5 سم كل 1200 سنة.

زلزال قديم
يعزو العلماء وجود صخور تروفانتس المتحركة إلى زلزال ضخم حدث قبل ظهور الإنسان على الأرض وتحديداً منذ 6 ملايين عام، وتشكلت تلك الكتل الصخرية ذات الأحجام المختلفة من الرواسب الرملية المرتبطة ببعضها بالأسمنت الجيري. وبحسب الدراسات المتعلقة بتلك الصخور، فقد حدث الزلال الشهير في العصر الميوسيني الأوسط ويرجح العلماء أن تكون تلك لأحجار كانت موجودة تحت أعماق المياه، وبفعل الزلزال والتغيرات التي طرأت على كوكب الأرض وتغيرات الطبيعة الجولوجية خرجت تلك الصخور على السطح لتكون مزيجاً بين الأحجار والنباتات في مجموعة من الخصائص النادرة والفريدة. وما يزيد من فرص نجاح تلك النظرية وجود امتدادات لصخور تروفانتس تشبه جذور النباتات البحرية واحتوائها على طبقات من الحجر الرملي والطبقات الرسوبية، وهذا ما يعزز من نظرية ظهور الصخور في بيئة بحرية وخروجها على السطح بفعل زلزال العصر الميوسيني الشهير.

أساطير
يهتم السكان المحليون في رومانيا بظاهرة صخور تروفانتس المتحركة كإحدى وسائل الترويج لسياحة في المقام الأول ولأنها مصدر خصب للأساطير والخرافات القديمة، ويرجع بعضهم وجودها إلى مكان أبعد من الكوكب وأنها جاءت بعد اصطدام أحد النيازك بالأرض في الزمن السحيق.
أما الرأي العلمي الذي يعد أسطورة حتى الآن لم تثبت صحتها، أن صخور تروفانتس أحد أشكال الحياة السيليكونية وهي نظرية من نظريات الكيمياء الحيوية التي تفترض وجود مخلوقات خارج كوكب الأرض وتلك الصخور هي أحد اشكال حياة مختلفة بعيدة عن كوكبنا.