محمد قناوي (القاهرة)

رشحت 7 دول عربية أفلاماً لها، لدخول سباق جوائز «الأوسكار» لأفضل فيلم أجنبي في دورته الـ96، التي تنطلق في مارس 2024، وللمرة الأولى يتم ترشيح هذا العدد من الأفلام العربية، ما يشير إلى أن هناك حالة من التطور تؤهلها للمنافسة، وقد قامت لجان في كل دولة باختيار أفضل الأفلام المعروضة محلياً خلال عام 2023، لإرسالها إلى أكاديمية فنون وعلوم السينما بالولايات المتحدة الأميركية للمشاركة في السباق.

«بنات ألفة» 
الفيلم الأول من تونس «بنات ألفة»، إخراج كوثر بن هنية التي سبق ترشيح فيلمها «الرجل الذي باع ظهره»، الذي نجح في الوصول للقائمة القصيرة لأوسكار أفضل فيلم أجنبي 2021، ويتميز«بنات ألفة» بالجمع بين الوثائقي والدراما، وكان المنافس العربي الوحيد في المسابقة الرسمية على السعفة الذهبية بمهرجان كان السينمائي، حيث حصد ثلاث جوائز.
والعمل مستوحى من قصة حقيقية لسيدة تونسية لديها 4 بنات، تعاني الفقر وتشهد وقوع بناتها في مستنقع الإرهاب والتطرف، فتحاول مساعدتهن بعدما انتهى بهن المطاف في السجن بسبب هروبهن إلى ليبيا وانضمامهن إلى تنظيم داعش الإرهابي، وشارك في بطولة العمل هند صبري، ونور فروي وإشراق مطر ومجد مستورة، وسيناريو كوثر بن هنية.

«ڤوي! ڤوي! ڤوي!»
الفيلم الثاني من مصر «ڤوي ڤوي ڤوي!»، والذي اختير بأغلبية أصوات اللجنة لتمثيل مصر في الأوسكار، ويعيدها إلى المسابقة بعد غيابها العام الماضي، ويدور حول حارس أمن يعيش حياة فقيرة مع والدته، ويسعى للسفر للخارج عن طريق الانضمام لفريق كرة القدم للمكفوفين في إحدى بطولات كأس العالم في أوروبا، ويتظاهر بأنه ضعيف البصر حتى يتمكن من الهروب للخارج، تأليف وإخراج عمر هلال وبطولة محمد فراج، وبيومي فؤاد، ونيللي كريم.

«كذب أبيض»
ورشح المغرب فيلم «كذب أبيض» للمخرجة أسماء المدير، بعدما تم عرضه في مهرجان كان في مسابقة «نظرة ما»، وحظي عند عرضه لأوّل مرة على إشادات كبيرة من الجمهور والنقاد، ويحكي قصة شابة تعود إلى منزل والديها في الدار البيضاء لمساعدتهما في الانتقال إلى منزل آخر، وعندما بدأت فرز أغراض طفولتها، وجدت صورة أطفال يبتسمون في ساحة الروضة، وفتاة تجلس على مقعد تنظر إلى الكاميرا بخجل، لتكتشف أنها الصورة الوحيدة لها في طفولتها، والذكرى التي يمكن أن تعطيها والدتها لها، لكنها مقتنعة بأنها ليست الطفلة الموجودة في هذه الصورة، على أمل أن تجعل والديها يتحدثان.
ونجحت أسماء في التلاعب بهذه الحادثة للحديث عن ذكريات أخرى تود سماعها من الوالدين، تشك فيها أيضاً، وتصبح الصورة نقطة الانطلاق لتحقيق ما تسأل خلاله المخرجة عن الأكاذيب الصغيرة التي ترويها عائلتها، وتستكشف ذكريات حيها وبلدها.

«باي باي طبرية»
وقامت وزارة الثقافة الفلسطينية بترشيح فيلم «باي باي طبريا» للمخرجة لينا سوالم، لتمثيل فلسطين في «الأوسكار»، والفيلم وثائقي يتناول عودة المخرجة برفقة والدتها إلى مسقط رأسها في قرية دير حنّا بالجليل، التي غادرتها قبل 30 عاماً إلى فرنسا لتحقيق حلمها بأن تصبح ممثلة، ويستعرض الفيلم استكشاف المخرجة الشخصي لعلاقتها مع والدتها الفلسطينية هيام عباس.
والعمل عبارة عن رسالة حب من سوالم إلى والدتها أثناء عودتها إلى منزلها في القرية التي نشأت فيها، وبالاعتماد على مجموعة غنية من اللقطات الأرشيفية، يرصد الفيلم عودة الفنانة إلى منزلها لتتواصل من جديد مع نساء طبرية، وقد عُرض في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي بدورته الـ80 ولاقى إشادة نقدية واسعة.

«إن شاء الله ولد» 
ومن الأردن، تم اختيار فيلم «إن شاء الله ولد»، إخراج أمجد الرشيد لتمثيلها في المسابقة الكبرى، وكانت المرة الأولى التي عُرض فيها هي «أسبوع النقاد الثاني والستين لمهرجان كان السينمائي»، وفاز بجائزة مؤسسة غان وجائزة أفضل فيلم روائي طويل، فضلاً عن أربع جوائز في ورشة (Final Cut) بمهرجان البندقية الدولي التاسع والسبعين.  وتدور قصة العمل حول سيدة هزمها موت زوجها المفاجئ، لتصبح معرضة لخطر فقدان منزلها لصالح صهرها وفقاً لقانون الميراث، والذي ينص على «أنه إن لم يكن للمرأة ابن، تحصل أسرة الزوج على نصيب الزوج من الميراث».

«المرهقون»
اختارت وزارة الثقافة اليمنية فيلم «المرهقون» للمخرج عمر جمال، لتمثيل اليمن في سباق «الأوسكار» لأفضل فيلم أجنبي، وتدور أحداثه حول زوجين يبذلان قصارى جهدهما لتوفير حياة طبيعية وتعليم أطفالهما الثلاثة، وحينما تكتشف الزوجة بأنها حامل مرة أخرى، يتعين عليهما اتخاذ قرارات صعبة، إذ تبدأ التفكير في إجهاض نفسها، رغم معرفتها بالعواقب التي قد تنتج عن هذا الفعل، وعُرض الفيلم للمرة الأولى في الدورة الـ73 لمهرجان برلين، وحصل على جائزة الجمهور.

«جنائن معلقة»
من العراق، تم ترشيح فيلم «جنائن معلقة» للمخرج أحمد ياسين دراجي، وكان عرضه العالمي الأول في مهرجان فينيسيا الأخير، حيث حصد تنويه شرفي بجائزة «The Fondazione Fai Persona Lavoro Ambiente»، ضمن مسابقة «Horizons Extra»، وفاز بعدها بعدة جوائز منها اليسر الذهبي أفضل فيلم طويل في المسابقة الرئيسية بمهرجان البحر الأحمر في دورته الثانية.
تدور أحداثه حول صبي عمره 12 سنة، عثر على دمية أميركية في مكب نفايات ببغداد، حيث يعمل جامع قمامة، ليخوض صراعاً يعتمد فيه على شجاعته ليس فقط لينجو، بل ليعيش.