خولة علي (دبي)
هزاع الكتبي صاحب مزرعة في فلج المعلا بأم القيوين، مثال للشاب الطموح الذي كرّس وقته وجهده لتحقيق مفهوم الاكتفاء الذاتي، منذ لحظة تبنيه مشروع زارعة أشجار التين عام 2019، إلى طرح منتجات ذات جودة عالية في الأسواق المحلية ينافس بها المستورد، متغلباً على الكثير من التحديات، ومنطلقاً من شغفه بالزراعة التي نشأ عليها أثناء تردده على مزرعة العائلة، فشكلت لديه تلك المرحلة الكثير من المعرفة والخبرة في ممارسة الزراعة وحصد الثمار مع نهاية كل موسم، ولا يزال مستمراً في البحث والتطوير والتنمية في عالم الزراعة.
تنمية مستدامة
رحلته مع الزراعة لم تكن وليدة اللحظة، بل تعلق بها منذ الصغر، عندما كان يراقب سير العمل في مزرعتهم، حتى تبلورت لديه أهمية مزاولة هذه المهنة ودورها في تحقيق الأمن الغذائي، قائلاً: «تلعب الزراعة المحلية دوراً مهماً في تحقيق التنمية المستدامة في المجالات كافة الاقتصادية والاجتماعية، وأيضاً البيئية، ومع توافر منتجات المزارع المحلية، فهي تساهم في ضبط أسعار السوق، وحصول المستهلك على أسعار مناسبة، نتيجة انتشار أعداد كبيرة من المزارع في الدولة، بأنظمة وتقنيات زراعية حديثة، ساهمت في الحفاظ على الموارد الطبيعية، إلى جانب توفير عنصر غذائي جيد في الأسواق المحلية، في ظل ما يشهده العالم من نقص في الغذاء».
أشجار التين
عن تخصصه في زراعة أشجار التين، يشير الكتبي إلى أن كثرة الطلب على ثمار التين في الأسواق المحلية دفعته إلى زراعة هذا الصنف من الثمار، ونقلها من المزرعة إلى المستهلك مباشرة، لتصل إلى المائدة طازجة وشهية، كما ساهم الكتبي في زراعة الكثير من الأصناف، وصل عددها إلى 150 نوعاً مستورداً من الفاكهة المختلفة، ومن خلال العمل والبحث والتطوير والتجارب التي قام بها، توصل إلى إنتاج 20 صنفاً من الأنواع الممتازة ذات الجودة العالية، وطرحها بالأسواق المحلية.
ورش متخصصة
لم يتوقف الكتبي عند مزاولة الزراعة فقط، وإنما سعى إلى تحفيز الأفراد عليها، من خلال تنظيم الكثير من الورش المتخصصة في زراعة أشجار التين، من مرحلة وضع العُقل إلى مرحلة قطف الثمار، كما شرع إلى توزيع كميات كبيرة من العُقل؛ بهدف تشجيع الآخرين على الزراعة، وتبني فكرة تشييد مزارع جديدة.
دعم متواصل
يثمّن الكتبي دعم الحكومة للمزارعين، وتشجيعهم على الإنتاج والاستثمار في هذا المجال، تحقيقاً للأمن الغذائي التي تسعى إليه الكثير من المجتمعات، وتحفيز المزارعين على الاستمرار، من خلال تنظيم المعارض التي تشكل بيئة خصبة لتبادل الخبرات، والاطلاع على إنجازات المزارعين المحليين، إضافة إلى توافر جوائز قيّمة للعاملين في مجال الزراعة، ومنها جائزة الشيخ منصور للزراعة التي تُعتبر حافزاً كبيراً للمزارعين للاهتمام بالزراعة والتنافس في هذا المجال.