خولة علي (أبوظبي)

يشكّل المرشد السياحي حلقة وصل بين الزائر والمكان، فهو من يُثري التجربة بالسرد والمعرفة، ويضمن سلامة الرحلة وجودتها، لا سيما في البيئات الطبيعية التي تتطلب وعياً ومسؤولية.
ومع تنامي الإقبال على السياحة البيئية والمغامرات الجبلية، تزداد الحاجة إلى مرشدين يمتلكون فهماً عميقاً بالتاريخ والطبيعة والثقافة المحلية.
ومن النماذج الريادية في هذا المجال، يتألق المغامر والمرشد السياحي الإماراتي محمد جمعة الكندي، الذي حوّل شغفه بالتحدي والاستكشاف إلى مسار مهني وطني من خلال تأسيسه مشروع Moju Adventure، وتمثيله دولة الإمارات في أبرز بطولات الجري الجبلي حول العالم. 

إثراء التجربة 
يتحدث محمد الكندي عن سر دخوله هذا المجال، ويذكر أنه كان يعاني السمنة المفرطة، فقرر تغيير نمط حياته بشكل جذري، وبدأ بممارسة رياضة الكروسفت والركض الجبلي، ومنه انطلق إلى عالم سباقات المسارات الجبلية والحواجز.
ويقول: في إحدى السباقات طُلب مني أن أنظم رحلة مشي جبلي، وأشاد أحد المشاركين بالتجربة وأخبرني عن فكرة تأسيس مشروع معني بالمغامرات، ومنذ ذلك الوقت بدأت العمل على ذلك.
ويضيف: نظراً لحبي العميق للطبيعة والاستكشاف، سعيت إلى تقديم تجارب سياحية مختلفة، فأنا أرى المرشد الجبلي مؤرخاً يروي قصص الأجداد، وجيولوجياً يفسر تكوّن الصخور، وضابطاً للسلامة يحرص على أمن الفريق، وعالماً بالنباتات والحيوانات، وقائداً يتحمل مسؤولية كل فرد في المجموعة. 

سلامة 
يؤكد الكندي أن السلامة تأتي في مقدمة أولويات فريقه من خلال مراجعة حالة الطقس، وتقييم الموقع، والتأكد من توفر أدوات الإسعافات الأولية.

ويقول: خضعنا لتدريبات مكثفة في مجال السلامة، وأعضاء الفريق معتمدون كمسعفين، ولدينا خطط للإخلاء في حالات الطوارئ، وخطط بديلة في حال حدوث أي طارئ. 
نحن لا نكتفي بمعرفة المسار، بل نلم بالموقع كاملاً، ونتعاون بشكل دائم مع أهالي المناطق الجبلية للحصول على أحدث المعلومات.

تحديات  
يذكر الكندي أن التحديات لا تغيب عن مثل هذه الرحلات. ويقول: نتعامل مع بيئة طبيعية يصعب التنبؤ بها.
الطقس قد يتغير فجأة، والتضاريس قد تكون أكثر وعورة مما نتوقع، وبعض المشاركين قد يشعرون بالإرهاق أو القلق.
في مثل هذه الحالات، نعمل على تهدئة النفوس وبناء الثقة خطوة بخطوة، وإذا شعرنا بأن الظروف لا تسمح بإكمال الرحلة، نتخذ القرار بإيقافها والعودة.

مواقع بارزة 
نظّم محمد جمعة الكندي رحلات عدة في مواقع بارزة داخل الإمارات، منها: جبل جيس، الحمري، الرهام، وأودية مثل وادي حام، شوكة، والحلو، لاستكشاف الجبال والوديان والتاريخ المحلي، إلى جانب رحلات في سلطنة عمان وشرقي المملكة العربية السعودية.
ويؤمن الكندي بأن المغامر ليس مستكشفاً فحسب، بل أيضاً مرشداً وسفيراً للطبيعة، وأن المغامر هو من يكشف كنوز الطبيعة ويُظهر جمالها، أما المرشد فعليه نقل التراث المرتبط بالطبيعة، وتعزيز الثقافة البيئية.