حسن الورفلي (بنغازي - القاهرة)

شهدت بعض محاور القتال في طرابلس اشتباكات متقطعة أمس، بعد رفض حكومة الوفاق لهدنة وقف إطلاق النار التي أعلن عنها الجيش الوطني الليبي منذ يومين. وقال المتحدث باسم القائد العام للجيش الوطني اللواء أحمد المسماري إن التدخل التركي السافر في الشؤون الليبية ودعم أنقرة للتكفيريين والميليشيات منذ 2014 أفشل كافة المحاولات الرامية لإيجاد حل سلمي وسياسي للأزمة الليبية.
واستعرض اللواء أحمد المسماري، في مؤتمر صحفي، سبل دعم تركيا للميليشيات المسلحة في طرابلس بفيض من الأسلحة وآلاف المرتزقة، معرباً عن استغرابه من عدم إدانة الأمم المتحدة للتدخلات التركية في ليبيا.
وأكد اللواء أحمد المسماري أن المجلس الرئاسي الليبي لم يعد مجلساً رئاسياً، وكذلك الحال بالنسبة لحكومة الوفاق التي لم تحصل على موافقة البرلمان الليبي، لافتاً إلى أن الأخير هو الجهة الوحيدة المسموح لها بالموافقة على أية اتفاقيات، وسبق أن رفض اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي وقع عليها رئيس حكومة طرابلس فايز السراج مع الرئيس التركي.
وحول الهدنة التي اقترحها الجيش الوطني الليبي، قال اللواء أحمد المسماري إن الطرف الآخر رفض الهدنة الإنسانية التي تم عرضها خلال رمضان، وواصل هجماته، نافياً اتهامات موجهة للجيش الليبي باستهداف مرافق صحية في طرابلس. ولفت المتحدث باسم الجيش الليبي إلى أن الجيش يقاتل ضد الإرهاب ومن أجل السلام والأمان، وحماية الدولة الليبية من الانهيار بعد التدخل التركي.
وفي تهديد شديد اللهجة على التدخلات التركية السافرة في الشأن الداخلي الليبي، أكد رئيس أركان القوات الجوية بالجيش الليبي الفريق صقر الجروشي، أن سلاح الجو أوشك على تنفيذ أكبر عملية جوية في تاريخ ليبيا، مشيراً إلى أن الساعات القادمة ستكون مؤلمة جداً على أردوغان وأتباعه.
وقال الجروشي إن جميع المواقع والمصالح التركية في جميع المدن المحتلة هدف مشروع لمقاتلات سلاح الجو بالجيش الليبي، وأهاب بالمدنيين الابتعاد عنها، متابعاً: «نطمئن الشعب الليبي بأننا سندافع عنهم بكل ما أوتينا من قوة حتى نُفني العدو المحتل، أو نفنى فوق تراب بلادنا الطاهر» ووجه رئيس أركان سلاح الجو الليبي تحذيراً أخيراً إلى المغرر بهم والمنضمين إلى الميليشيات المسلحة، بأن يُسلموا أنفسهم وإلا سيتم إبادتهم، ولن يبقى من أجسادهم شيء ليدفن.
إلى ذلك، تحشد الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق أعداداً كبيرة لاستهداف مدينة ترهونة غرب البلاد باعتبارها أحد أبرز المدن الداعمة للقوات المسلحة الليبية والحاضنة الشعبية لقوات الجيش الوطني المتمركزة في ضواحي طرابلس، وهو ما تعتبره ميليشيات الوفاق المعركة الفاصلة لها ضد قوات الجيش الوطني غرب البلاد.
وأعلنت الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق تمكنها من السيطرة على مدينة الأصابعة بالكامل.
من جهتها أصدرت الغرفة الاقتصادية الليبية المصرية المشتركة بياناً حول وقف التبادل التجاري مع تركيا، مؤكدة أن الشعب الليبي في مواجهة احتلال تركي معلن وصريح، مؤكدة طلب الغرفة عدم التعامل الاقتصادي والتجاري مع تركيا حتى توقف دعمها للميليشيات المسلحة وتسحب جنودها وأسلحتها وطائراتها المسيرة من ليبيا. ودعت الغرفة المسؤولين في وزارة الاقتصاد والتجارة الليبية لإصدار قرار يمنع دخول أية بضائع تركية من الموانئ والمنافذ الليبية حتى ولو كانت على متن سفن وناقلات وشاحنات غير تركية.

اختطاف فتاة ليبية في طرابلس يشعل غضباً ضد المرتزقة السوريين
أثارت حادثة اختطاف فتاة ليبية من طرف الميليشيات المسلحة والمرتزقة السوريين في منطقة تسيطر عليها الميليشيات والمرتزقة التابعون لحكومة الوفاق بالعاصمة طرابلس، موجة غضب واسعة في ليبيا.
وهاجم مسلحون يتبعون حكومة الوفاق في طرابلس منزلاً لعائلة تقطن بمنطقة الكريمية بالعاصمة طرابلس وقاموا بسرقة مبلغ مالي واختطاف ابنة العائلة البالغة من العمر 27 عاما واقتيادها إلى وجهة غير معلومة، وسط اتهامات من أهالي العاصمة للمرتزقة السوريين باختطاف الفتاة الليبية.
ودشن نشطاء ليبيون حملة ضد جرائم الاختطاف التي ترتكبها الميليشيات المسلحة والمرتزقة السوريون، وانتفضت وسائل التواصل الاجتماعي تحت هاشتاج (#اختطاف_وصال)، لمطالبة الجهات الأمنية في طرابلس بالتحري والتحرك لمعرفة مصير الفتاة، واعتبر ليبيون أن هذه الواقعة تسلط الضوء على حجم الفوضى الذي تعيشه طرابلس المرتهنة للميليشيات المسلحة المدعومة بالمرتزقة السوريين المدعومين من تركيا.