شادي صلاح الدين ووكالات (عواصم)

أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس، أن أميركا الجنوبية باتت تشكل «بؤرة جديدة» لوباء «كوفيد-19» مع وضع يثير القلق خصوصاً في البرازيل، فيما تواصل دول العالم دفع ثمن باهظ اقتصادياً وصحياً جراء الجائحة.
وقال مسؤول الحالات الطارئة في المنظمة مايكل راين في مؤتمر عبر الإنترنت من جنيف: «إن أميركا الجنوبية باتت بؤرة جديدة للمرض، ونرى عدد الإصابات يزداد في كثير من الدول الأميركية الجنوبية، ولكن من الواضح أن البرازيل هي الأكثر تضرراً حتى الآن».
ومن جانبها، أعلنت الصين، أمس، انتصارها على فيروس كورونا المستجد، لكن الدولة التي سجلت فيها أول إصابة بمرض «كوفيد-19» رفضت تحديد أهداف للنمو، فيما أعلنت الولايات المتحدة، حيث توفي أكثر من 95 ألف شخص بسبب الفيروس، تنكيس الأعلام من يوم أمس إلى الأحد تكريماً لذكرى الأموات.
ونجحت بكين، بعد أن ظهر «كوفيد-19» نهاية 2019 في ووهان، في وقف الوباء على الأراضي الصينية، في حين ما زال يتفشى في أنحاء العالم وتسبب في أكثر من 330 ألف وفاة.
وأعلن رئيس الوزراء الصيني لي كي تشيانغ، لدى افتتاح جلسة الجمعية الوطنية الشعبية «البرلمان الصيني» السنوية مع تأخر شهرين ونصف: «حققنا نجاحاً استراتيجياً كبيراً في معالجتنا لأزمة كوفيد-19».
وتفتخر بكين بنجاحها في وقف الوباء، في وقت تواجه فيه الدول الغربية صعوبات في السيطرة عليه. لكنها تصطدم بغضب واشنطن التي تتهمها بالتأخر في التحرك للسيطرة على انتشار الفيروس.
وتواجه الصين، أول دولة تفشى فيها فيروس «كورونا» وأيضاً الأولى التي سيطرت عليه، الآن «مهمة هائلة» لتحريك اقتصادها وسط ركود عالمي، كما قال «لي» أمام النواب البالغ عددهم ثلاثة آلاف من المجتمعين في قصر الشعب.
وأوضح رئيس الوزراء الصيني قائلاً: «دفعنا ثمناً باهظاً» في انتصارنا على الوباء، في إشارة إلى تراجع إجمالي الناتج الداخلي في الفصل الأول، ليسجل -6,8 في المئة في سابقة في تاريخ الجمهورية الشعبية. وأكد أن «الضغوط على الوظائف زادت بشكل كبير».
ورفض لي تحديد أهداف نمو للعام الحالي، في سابقة في تاريخ الصين المعاصر.
وتابع: «إن بلادنا ستشهد بعض العوامل التي يصعب توقعها» في حين أن أوروبا وأميركا الشمالية، الزبونتين الرئيسيتين للصين تواجهان صعوبات اقتصادية.
وفي هذه الأثناء، ينتشر فيروس كورونا المستجد، الذي أصيب به أكثر من خمسة ملايين شخص في العالم، بسرعة مقلقة في أميركا اللاتينية وخصوصاً في البرازيل حيث تجاوز عدد الوفيات 20 ألفاً، وكذلك في البيرو وتشيلي والأرجنتين.
وبينما تتقدم أوروبا، حيث حصد «كوفيد-19» أكثر من 170 ألف شخص، على طريق تطبيع الوضع ببطء، تواجه أميركا اللاتينية انتشاراً متسارعاً للوباء بما يحمله ذلك من عواقب وخيمة على الاقتصاد والوظائف.
وفي الولايات المتحدة أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتنكيس الأعلام على المباني الفدرالية والنصب الوطنية لثلاثة أيام من الجمعة إلى الأحد، لتكريم ذكرى ضحايا الوباء.
وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين: «سيكون من الضروري على الأرجح الإفراج عن أموال جديدة لدعم الاقتصاد خلال أسابيع، بعدما حركت إدارة الرئيس دونالد ترامب والكونجرس ثلاثة آلاف مليار دولار منذ مارس الماضي». وفي إطار إنعاش الاقتصاد، تخلت الولايات الأميركية عن أكثر إجراءات العزل صرامة. وفي أوروبا، يجري العمل على تخفيف هذه الإجراءات تدريجياً كما حدث في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا.
ويخرج الإيطاليون بحذر من إجراءات حجر صارمة ليتمتعوا بقليل من الحرية والعودة إلى حياة اجتماعية. وأعلنت صربيا، أمس الأول، إعادة فتح حدودها المغلقة منذ 15 مارس. وفي بريطانيا، يواجه المسافرون الدوليون غرامة قدرها ألف جنيه إسترليني إذا فشلوا في عزل أنفسهم لمدة 14 يوماً بعد وصولهم إلى المملكة المتحدة، وفقاً لخطط الحكومة البريطانية. لكن الرئيس التنفيذي لمطار هيثرو في لندن، جون هولاند كاي، حذر من أن الحجر الصحي المطول عند الوصول «سيقتل الطيران»، داعياً الحكومة إلى تحديد خطة لتقصير مدة القيود لتجنب «تحويل الأزمة الصحية الحالية إلى أزمة بطالة».