شادي صلاح الدين (لندن)

ينتاب العديد من المسؤولين في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا مخاوف كبيرة من النوايا التصويتية للجيل الجديد، الذين سيتمكن الملايين منهم قريباً من المشاركة في الانتخابات القادمة عام 2023.
ويتحدث الجميع في تركيا حالياً عن «الجيل زد»، وهو مصطلح يشير إلى الشباب الذين ولدوا في مطلع الألفية الجديدة. وهذا الجيل لم يعرف سوى رجل واحد يحكم البلاد وهو «رجب طيب أردوغان» وحزب العدالة والتنمية ذو التوجهات الإخوانية. 
وفي الآونة الأخيرة، أعرب الشباب الأتراك عن رفضهم القاطع لسياسات رئيس البلاد، حيث استغلوا وسائل التواصل الاجتماعي للسخرية منه ومن القرارات التي يتخذها، وفقاً لإذاعة صوت ألمانيا «دويتشه فيله».
وتتكون هذه المجموعة الشبابية بشكل أساسي من أي شخص ولد بين عامي 1995 و2010. وتشير التقديرات إلى أن حوالي 13 مليون شاب تركي ينتمون إلى هذه المجموعة وأنهم قد يلعبون دوراً رئيسياً في الانتخابات المستقبلية.
وقامت دراسة رئيسية أجراها معهد أبحاث «يزيجي» مؤخراً بإلقاء نظرة فاحصة على الشباب في 12 محافظة من أصل 81 في تركيا. كان الهدف الرئيسي منها هو الحصول على صورة لمواقفهم بشكل عام، حيث جاءت النتيجة في غير صالح أردوغان وبطانته.
ويقول الباحث مراد يزيجي للشبكة الألمانية: «سيكون هذا الجيل عاملاً حاسماً في الانتخابات البرلمانية لعام 2023». وأوضح أن الناخبين من «الشباب الجدد» يشكلون حوالي 12% من إجمالي عدد الناخبين، وبالتالي يمكنهم إملاء بعض القضايا.
وأضاف: في ضوء الأزمة الاقتصادية المستمرة في تركيا، يبدو من غير المرجح أن يجد الناخبون الشباب أي شيء ملهم في حزب العدالة والتنمية. 
ووفقاً لمكتب الإحصاء الحكومي، ظلت البطالة بين الشباب (الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 عاماً) في البلاد تحوم حول 25% منذ شهور، وهو ما قد يكون السبب في أن العديد من الشباب الأتراك المؤهلين الأكفاء يغادرون البلاد ببساطة ويتجهون إلى أوروبا.
وقال الصحفي والأكاديمي «كان ايرتونا» إنه من المستحيل التواصل مع الناخبين الشباب «بالطريقة القديمة» التي يتبعها أردوغان وحزبه. 
وينتقد المحلل السياسي نزيه أونور كورو بشدة الحكومة، وقال إن العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية المتطرف ينفقان معظم طاقتهما على معالجة القضايا التي تهم الناخبين الأكبر سناً والمحافظين في الريف.
وأضاف أن ذلك يجعل الهوة بين من هم في السلطة وشباب البلاد كبيرة جداً ولا يمكن تجاوزها. وقال «الانتخابات البرلمانية في عام 2023 ستكون نقطة تحول».