حذر مفتي لبنان، اليوم الثلاثاء، من الانزلاق إلى الفتنة، بعد إطلاق نار دام في مناطق مختلفة أجج المخاوف من تردي الأوضاع الأمنية وسط أزمة اقتصادية وسياسية.
وقُتل شخص، وأصيب اثنان في الاشتباك الذي وقع مساء أمس الاثنين في حي «الطريق الجديدة»، في بيروت. وقال الجيش إن مدافع رشاشة وقذائف صاروخية استُخدمت في المواجهة التي قال مصدر عسكري إنها بدأت في شكل نزاع شخصي بين أفراد.
كما اندلعت معركة بالأسلحة النارية، أمس الاثنين، في منطقة بشمال لبنان، ما دفع الجيش إلى التدخل. وفي حادثة أخرى في بعلبك بسهل البقاع، لقي رجل حتفه في جريمة قتل بدافع الانتقام، حسبما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام.
وقال المصدر العسكري إن هذه الحوادث، إلى جانب أعمال عنف أخرى وقعت الشهر الماضي، تعكس انهيارا في الأمن. وأضاف «الرابط هو كسر هيبة الدولة. الرابط أنه لم يعد هناك احترام للدولة وهيبته. تكثر الحوادث الفردية بالأمس في الشمال... في بعلبك أيضاً».
وعقب لقائه بوزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال العميد محمد فهمي، دعا مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان اللبنانيين إلى «الوعي والحكمة وعدم الانجرار وراء الفتن، وأن أي خلاف لا يُحل بالسلاح، بل بالحوار والكلمة الطيبة التي تهدئ النفوس، وتريح القلوب وتوصل إلى بر الأمان».
ويعاني لبنان، الذي يبلغ عدد سكانه ستة ملايين نسمة، من أزمة اقتصادية أدت إلى انهيار العملة وارتفاع معدل البطالة بشدة. وتفاقمت الأزمة بسبب تفشي فيروس كورونا، وانفجار مرفأ بيروت في الرابع أغسطس الماضي الذي أسفر عن مقتل 190 شخصا، وإصابة أكثر من 6 آلاف آخرين، وتشريد نحو 300 ألف بسبب تضرر منازلهم جراء الانفجار.
وأرغمت الأزمة حكومة حسان دياب على الاستقالة. ولم يشكل رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب بعد الحكومة الجديدة، التي قال إنها ستتشكل بحلول منتصف سبتمبر الجاري.