المنامة (وكالات)

رحبت دولة الإمارات بقرار مملكة البحرين مباشرة العلاقات مع دولة إسرائيل. وأشادت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها، أمس، بقرار مملكة البحرين، وأعربت عن أملها في أن يكون لهذه الخطوة أثر إيجابي على مناخ السلام والتعاون إقليمياً ودولياً.
وأشارت الوزارة إلى أن قرار مملكة البحرين مباشرة العلاقات مع دولة إسرائيل يعتبر خطوة مهمة لتعزيز الأمن والازدهار في المنطقة، مؤكدة أن هذه الخطوة من شأنها توسيع نطاق التعاون الاقتصادي والثقافي والعلمي والدبلوماسي.
واتّفقت مملكة البحرين وإسرائيل، أمس، على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، بحسب بيان ثلاثي صدر عنهما وعن الولايات المتحدة، في خطوة تاريخية هي الثانية في أقل من شهر على الإعلان عن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل.
وأوضح البيان، الذي نشرته وكالة الأنباء البحرينية «بنا»، أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة، تلقى اتصالاً هاتفياً، أمس، من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمشاركة بنيامين نتنياهو رئيس وزراء دولة إسرائيل، واتفقا خلاله على إقامة علاقات دبلوماسية بين البحرين وإسرائيل.
وأشادت الأطراف الثلاثة بالدور القيادي لدولة الإمارات، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإعلان الإمارات، في 13 أغسطس الماضي، عن إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل.
وأكد ملك البحرين، خلال الاتصال، على ضرورة التوصل إلى سلام عادل وشامل كخيار استراتيجي، وفقاً لحل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، مشيداً بالدور المحوري الذي تضطلع به الإدارة الأميركية وجهودها الدؤوبة لدفع عملية السلام، وإحلال الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وتعزيز السلم الدولي.
ووجه الرئيس الأميركي، خلال الاتصال الدعوة لمملكة البحرين للمشاركة في مراسم التوقيع على اتفاقية السلام، التي تقام في البيت الأبيض بين دولة الإمارات وإسرائيل في 15 سبتمبر الجاري.
وتعتبر هذه الخطوة تاريخية تجاه تحقيق السلام في الشرق الأوسط، حيث إن الحوار والعلاقات المباشرة بين المجتمعين الفاعلين والاقتصادين المتقدمين من شأنه أن يبني على التحول الإيجابي الحالي في الشرق الأوسط، وأن يدعم الاستقرار والأمن والازدهار في المنطقة، بحسب البيان الثلاثي. 
وأعربت الولايات المتحدة عن تقديرها لمملكة البحرين لاستضافتها الورشة التاريخية «الازدهار من أجل السلام» في المنامة في يونيو من العام الماضي، والتي كان هدفها دعم السلام والكرامة والفرص الاقتصادية للشعب الفلسطيني، وسوف تستمر جميع الأطراف في جهودها بهذا الاتجاه لتحقيق حل عادل وشامل للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، ولتمكين الشعب الفلسطيني من إطلاق جميع إمكانياته وعلى أكمل وجه. 
وبحسب البيان، أكدت إسرائيل على أنه، كما جاء في رؤية السلام، سيتمكن جميع المسلمين من أن يأتوا بسلام للصلاة في المسجد الأقصى، وستبقى جميع المواقع المقدسة الأخرى في القدس مفتوحة أمام جميع المصلين السلميين من مختلف الأديان.
وعبر كل من ملك البحرين ورئيس الوزراء الإسرائيلي عن تقديرهما للرئيس الأميركي لالتزامه بتحقيق السلام في المنطقة، ولتركيزه على التحديات المشتركة، وللمبادرة الواقعية والفريدة التي اتخذها من أجل تقارب شعوبهم.
ومن جانبها، قبلت مملكة البحرين دعوة الرئيس الأميركي ترامب لحضور مراسم توقيع الاتفاقية بين الإمارات وإسرائيل يوم الثلاثاء المقبل، في البيت الأبيض، حيث سيقوم كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية البحريني عبداللطيف الزياني بتوقيع إعلان السلام.
ومن جانبه، أعرب ملك البحرين عن أحر تعازيه ومواساته للرئيس الأميركي بمناسبة ذكرى ضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر.

ترامب: يوم تاريخي حقاً
وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، خطوة البحرين وإسرائيل بإقامة علاقات ثنائية اعتيادية بأنها تشير إلى «يوم تاريخي حقاً».
وذكر ترامب، متحدثاً بالمكتب البيضاوي في البيت الأبيض، أن الجانبين بمنطقة الشرق الأوسط كانا قد «سئما من القتال». وأشار إلى أن «أموراً طيبة» قد تحدث في ما يتعلق بالفلسطينيين، دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.
وأشار ترامب إلى أن الاتفاق يأتي بمناسبة الذكرى السنوية لاعتداءات الحادي عشر من سبتمبر، وقال إنه: «يشرفه» هذا التوقيت. وأكد الرئيس الأميركي أنه يرى أن كثيراً من الدول سوف تبدأ أيضاً في إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، متحدثاً عن تحول يجرى في المنطقة.
وأشاد ترامب بالخطوة من جانب البحرين. وقال: «إن زعيمي الدولتين أظهرا رؤية وشجاعة بالتوصل للاتفاق».
وتابع ترامب، في إشارة إلى منطقة الشرق الأوسط: «إن الرمال كانت مليئة بالدماء، ونمضي الآن نحو رؤية كثير من هذه الرمال مليئة بالسلام».

الزياني: إعلان السلام يحقق أهداف «المبادرة العربية»
أكد الدكتور عبد اللطيف الزياني، وزير خارجية مملكة البحرين أهمية الخطوة التاريخية، التي قام بها الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، لتحقيق السلام في الشرق الأوسط بجهود بارزة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتوصل إلى إعلان سلام مع إسرائيل.
ونقلت وكالة أنباء البحرين «بنا» عن الزياني قوله: «إن البحرين تشدد على أهمية تكثيف الجهود ومضاعفتها للوصول إلى حل عادل، واعتبار السلام خياراً استراتيجياً لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل عادل وشامل، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وبما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، واصفاً هذه الخطوة بأنها خطوة واقعية لمواجهة التحديات الاستراتيجية وحماية المصالح الوطنية».
وقال إن بلاده تؤكد على «حسن الجوار مع جميع دول الجوار ودول المنطقة».
واعتبر الزياني أن إعلان السلام بين مملكة البحرين ودولة إسرائيل يحقق أهداف مبادرة السلام العربية، وسيساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، بما يضمن نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة، ويحقق السلام الدائم.
وأكد أهمية معاهدة السلام بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل، والتي ساهمت في وقف ضم الأراضي الفلسطينية، واتخاذ خطوات تعزز فرص التوصل إلى السلام في الشرق الأوسط.
إلى ذلك، اعتبر مستشار العاهل البحريني للشؤون الدبلوماسية، ووزير الخارجية السابق، الشيخ خالد آل خليفة، أمس، اتفاق إقامة العلاقات بين المملكة وإسرائيل «يصب في مصلحة أمن المنطقة واستقرارها وازدهارها».
وأضاف: «الاتفاق يوجه رسالة إيجابية ومشجعة إلى شعب إسرائيل، بأن السلام العادل والشامل مع الشعب الفلسطيني هو الطريق الأفضل والمصلحة الحقيقية لمستقبله ومستقبل شعوب المنطقة».
ومن جانبه، قال نبيل الحمر المستشار السياسي لعاهل البحرين: «إن إقامة علاقات دبلوماسية بين البحرين وإسرائيل يؤكد على أن السلام العادل والشامل هو الطريق الأفضل لضمان الحقوق الفلسطينية».

السيسي يهنئ ملك البحرين
هنأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الملك حمد بن عيسي آل خليفة ملك مملكة البحرين بخطوة السلام التاريخية التي قامت بها بلاده.
وأكد السيسي، خلال اتصال هاتفي جرى بينهما أمس، أن هذه الخطوة ستفتح آفاق تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والتسوية الشاملة للقضية الفلسطينية.
ومن جانبه، أعرب ملك البحرين عن خالص تقديره وامتنانه لهذه اللفتة من الرئيس المصري، ولجهوده لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، امتداداً للدور المصري التاريخي الرائد لنشر السلام في الشرق الأوسط.

نتنياهو: عهد جديد للسلام
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتفاق البحرين وإسرائيل على إقامة علاقات كاملة، «إن الاتفاق عهد جديد للسلام».
وأضاف نتنياهو في بيان: «لقد استثمرنا في السلام على مدار سنوات طويلة، والآن يستثمر السلام فينا، وسيجلب استثمارات كبيرة حقاً إلى اقتصاد إسرائيل، وهذا مهم للغاية». وتابع، تعليقاً على الإعلان عن اتفاق سلام مع البحرين: «مواطني إسرائيل، أنا أشعر بالحماس وأزف لكم نبأ توصلنا لاتفاق سلام مع دولة عربية جديدة.. دولة البحرين».
وأضاف نتنياهو مغرداً على حسابه في «تويتر»: «هذا هو عصر جديد من السلام، السلام مقابل السلام، والاقتصاد مقابل الاقتصاد».

كوشنر: استجابة إيجابية لمعاهدة السلام الإماراتية
قال مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر في تصريح صحفي، أمس: «إن اتفاق السلام بين إسرائيل والبحرين سيشمل فتح سفارتين»، وأضاف كبير مستشاري الرئيس ترامب، أن الاتفاق هو ثاني اتفاق تتوصل إليه إسرائيل مع دولة عربية في غضون 30 يوماً، بعد التوصل إلى سلام مع دولتين عربيتين فقط، هما مصر والأردن، قبل سنوات طويلة.
وتابع كوشنر: «هذا سريع جداً، والمنطقة تستجيب بشكل إيجابي للغاية لمعاهدة الإمارات، ونأمل أن تكون علامة على أن المزيد سيأتي».
وفي كلمة له من البيت الأبيض أمام وسائل الإعلام، قال كوشنر: «أهنئ الشعب الإسرائيلي والبحريني على هذا الاتفاق وأحيي شعب الشرق الأوسط».
وأردف قائلاً: «المعاهدة الأولى مع الإمارات بدأت بتحريك الأمور بطريقة جيدة، وهذا ما سيجعل الجميع أكثر أمناً، ويسمح لنا بإعادة الازدهار، وأهنئ الجميع على هذا النجاح الباهر».