دينا ‬محمود (‬لندن)

أكد ‬خبراء ‬غربيون ‬أن ‬نظام ‬الرئيس التركي رجب ‬طيب ‬أردوغان ‬يشن ‬في ‬الوقت ‬الحاضر ‬«حرباً ‬قذرة» ‬يستخدم ‬فيها ‬أساليب ‬لا ‬هوادة ‬فيها، ‬ضد ‬المدنيين ‬في ‬كل ‬من ‬سوريا ‬وليبيا، ‬دون ‬اكتراث ‬بالقانون ‬الدولي ‬ومبادئ ‬حقوق ‬الإنسان، ‬التي ‬تُصنّف ‬في ‬إطارها ‬هذه ‬الأفعال، ‬على ‬قائمة «‬الجرائم ‬ضد ‬الإنسانية»‬. وأوضح هؤلاء ‬أن ‬«الأساليب ‬الوحشية» ‬التي ‬يتبعها ‬النظام ‬التركي، ‬تشمل ‬استغلال ‬سيطرته ‬على ‬محطة ‬ضخ ‬في ‬منطقة ‬ريف ‬رأس ‬العين ‬السورية، ‬لقطع ‬إمدادات ‬المياه ‬عن ‬سكان ‬العديد ‬من ‬المناطق ‬الواقعة ‬في ‬الشمال ‬السوري، ‬وذلك ‬بالتزامن ‬مع ‬الارتفاع ‬الكبير ‬في ‬درجات ‬الحرارة ‬هناك، ‬بما ‬يصل ‬إلى ‬نحو ‬40 ‬درجة ‬مئوية. 
وبحسب ‬سكان ‬وشهود ‬عيان، ‬أطلق ‬نظام ‬أردوغان «‬حرب ‬العطش» ‬ضد ‬أكثر ‬من ‬مليون ‬مدني ‬سوري، ‬يقطنون ‬في ‬شمال ‬شرقي ‬بلادهم، ‬ثماني ‬مرات ‬على ‬الأقل ‬منذ ‬احتلاله ‬رأس ‬العين، ‬ما ‬يهدد ‬بكارثة ‬إنسانية ‬محققة، ‬خاصة ‬في ‬ظل ‬تفشي ‬وباء ‬كورونا المستجد، ‬وما ‬تتطلبه ‬مواجهته ‬والحد ‬من ‬تفشيه، ‬من ‬إجراءات ‬تستهدف ‬ضمان ‬النظافة ‬الشخصية. وكشف الخبراء في ‬تصريحات ‬نشرها ‬موقع ‬معهد‭ ‬«جيتستون‭«‬الأميركي ‬للأبحاث ‬والدراسات، النقاب ‬عن ‬أن ‬نشطاء ‬حقوقيين ‬سوريين، ‬يعكفون ‬حاليا ‬على ‬توثيق ‬الجرائم، ‬التي ‬يرتكبها ‬النظام ‬التركي، ‬في ‬المناطق ‬التي ‬تحتلها ‬قواته، ‬على ‬الجانب ‬السوري ‬من ‬الحدود.
ويسعى ‬النشطاء ‬إلى ‬جمع ‬الأدلة ‬اللازمة ‬لفتح ‬تحقيق ‬دولي ‬بشأن ‬جرائم ‬نظام ‬أردوغان، ‬وإجبار ‬التكتلات ‬الإقليمية ‬والدولية، ‬خاصة ‬الاتحاد ‬الأوروبي ‬والأمم ‬المتحدة، ‬على ‬التحرك ‬لحماية ‬المدنيين ‬السوريين ‬المنكوبين، ‬ووقف ‬انتهاكات ‬الجيش ‬التركي ‬بحقهم، ‬ومحاسبة ‬أنقرة ‬على ‬هذه ‬الممارسات. ونقل ‬الموقع ‬عن ‬محللين ‬سوريين ‬قولهم، ‬إن ‬السلطات ‬التركية ‬تحاول ‬إثارة ‬النعرات ‬الطائفية ‬في ‬المناطق ‬الحدودية «واستقطاب ‬المسلمين ‬السنة، ‬لاستخدامهم ‬في ‬الحرب ضد ‬الأكراد، ‬الذين ‬يقودون ‬قوات ‬سوريا ‬الديمقراطية (قسد)، ‬التي ‬لعبت ‬دورا ‬حاسما ‬في ‬دحر ‬تنظيم ‭»‬داعش»‬الإرهابي». وانتقد ‬المحللون ‬إحجام ‬الاتحاد ‬الأوروبي ‬عن ‬التحرك ‬بجدية ‬لكبح ‬جماح ‬التحركات ‬العدوانية ‬لنظام ‬أردوغان، ‬وإرغامه ‬على ‬وقف ‬جرائمه ‬بحق ‬المدنيين ‬السوريين، ‬والتي ‬تشمل ‬إطلاق ‬النار ‬في ‬مقتل، ‬على ‬كل ‬من ‬يقترب ‬منهم ‬من ‬خط ‬الحدود ‬الفاصل ‬بين ‬البلدين، ‬فضلا ‬عن ‬الاعتداء ‬على ‬الكثير ‬من ‬هؤلاء ‬الأشخاص، ‬بالضرب ‬والسب.
وتزامنت ‬هذه ‬الانتهاكات، ‬وفقا ‬لتقرير ‬معهد «‬جيتستون»‬، ‬مع ‬تكثيف ‬تركيا ‬عمليات ‬نقل ‬المرتزقة ‬السوريين ‬إلى ‬ليبيا، ‬للقتال ‬إلى ‬جانب ‬حكومة ‬فايز ‬السراج ‬المتحالفة ‬مع ‬المتطرفين ‬هناك، ‬وذلك ‬استغلالا ‬لحالة ‬الفقر ‬واليأس ‬التي ‬تسود ‬الكثير ‬من ‬الشبان ‬في ‬سوريا. وتؤدي ‬التحركات ‬التركية ‬المشبوهة ‬على ‬هذا ‬الصعيد، ‬إلى ‬إذكاء ‬الحرب ‬الأهلية ‬الدائرة ‬في ‬ليبيا، ‬بما ‬يودي ‬بحياة ‬المزيد ‬من ‬المدنيين ‬الأبرياء ‬هناك. ‬كما ‬تستخدم ‬السلطات ‬في ‬أنقرة ‬المهاجرين ‬غير ‬الشرعيين ‬الراغبين ‬في ‬التوجه ‬لأوروبا ‬انطلاقا ‬من ‬السواحل ‬الليبية، ‬سلاحا ‬لابتزاز ‬التكتل ‬الأوروبي، ‬لحمله ‬على ‬اتخاذ ‬مواقف ‬داعمة ‬للسياسات ‬التوسعية، ‬لنظام ‬أردوغان ‬على ‬الساحة ‬الإقليمية.
وأبرز ‬التقرير ‬تصريحات ‬مسؤولين ‬عسكريين ‬كبار ‬في ‬الجيش ‬الوطني ‬الليبي، ‬أكدوا ‬فيها ‬أن ‬هذا ‬النظام ‬متورط ‬في ‬تهريب ‬مرتزقة ‬من ‬ليبيا ‬إلى ‬أوروبا، ‬وتحديدا ‬إلى ‬إيطاليا‬.