حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة) 

قالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة، ستيفاني ويليامز، إن المحادثات العسكرية الليبية بمدينة غدامس حققت توافقاً كبيراً، معتبرة أن لجنة «5+5» باتت تُعرف فعلياً بـ«لجنة العشرة».
وأكدت ويليامز، في مؤتمر صحفي عقدته عقب انتهاء اليوم الأول، من أعمال اللجنة العسكرية الليبية المشتركة الليبية، أنه حدث توافق كبير في الاجتماع وبحث آليات تنفيذ الوقف الدائم لإطلاق النار، داعية السياسيين الذاهبين إلى تونس للمشاركة في ملتقى الحوار المباشر إلى التحلي بشجاعة وتوافق لجنة الضباط العشرة، مضيفة «هذا ما نترقبه نحن من الحوار السياسي في تونس». وأوضحت أن «الأنظار تتجه نحو الطبقة السياسية ككل وليس فقط المشاركين في ملتقى الحوار السياسي الليبي، لأن تحذو حذو العسكريين الليبيين في تحمل المسؤولية التاريخية أمامهم، وإعلاء مصلحة بلدهم وشعبهم وتقديمها على ما سواها من مصالح شخصية أو حزبية أو جهوية».
وعن أسباب اختيار غدامس لاستضافة هذه المحادثات العسكرية، قالت وليامز «بادر الضباط وبتصميم على عقد الاجتماع داخل ليبيا، وهو ما حصل بإرادة منهم لمناقشة تفاصيل تطبيق بنود اتفاق وقف إطلاق النار».
ومدينة غدامس تقع بالقرب من الحدود الليبية مع تونس والجزائر، وهي منطقة بعيدة عن الصراعات والاستقطاب بين جميع الأطراف الليبية.
وهذه المرة الأولى التي تعقد فيها محادثات خاصة بتسوية الأزمة في ليبيا داخل أراضيها، وذلك بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين وفدي القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، وحكومة الوفاق الوطني.
من جانبه، قال عضو اللجنة عن حكومة «الوفاق» مختار النقاصة إن الاجتماع كان «إيجابياً جداً» وشارك فيه وفد العمليات المشتركة ومجموعة من حرس المنشآت النفطية، مشيراً إلى غياب وفد المنشآت النفطية عن المنطقة الشرقية بسبب وفاة قائد القوات الخاصة بالجيش الوطني اللواء ونيس بوخمادة. ولفت النقاصة إلى أنه من الممكن تحديد اجتماع بعد 10 أيام لوضع الخطة النهائية لهيكلية تنظيم حرس المنشآت النفطية.
وفي سياق متصل، رحّب السفير الأميركي لدى طرابلس ريتشارد نورلاند بما وصفه الجهود الشجاعة التي يبذلها المشاركون الليبيون في مشاورات اللجنة العسكرية المشتركة الجارية في غدامس لتنفيذ اتفاق 23 أكتوبر الماضي لوقف إطلاق النار، وتحقيق تطلعات الشعب الليبي لوقف التصعيد وإنهاء الصراع، والبدء في اتخاذ خطوات ملموسة تؤدي في نهاية المطاف إلى إجلاء القوات الأجنبية والمرتزقة الأجانب من البلاد.
وفي سياق آخر، كشف مصدر برلماني ليبي عن لقاء يجمع بين مجلسي الدولة والنواب اليوم الأربعاء في بوزنيقة بالمغرب بمشاركة 13 عضو برلمان ومثلهم من مجلس الدولة وذلك وسط ترتيبات لحوار تونس في 9 نوفمبر الجاري
إلى ذلك، يلتقي وزير داخلية حكومة «الوفاق» الليبية فتحي باشاغا، اليوم الأربعاء، عدداً من المسؤولين المصريين في اللجنة الوطنية المعنية بالملف الليبي، في زيارة نادرة. 
وكشف مصدر ليبي مطلع لـ«الاتحاد» عن تفاصيل زيارة باشاغا الأولى منذ توليه منصبه إلى القاهرة، مؤكداً أنه يتطلع لدعم مصري لتوليه رئاسة الحكومة الجديدة باعتباره أحد أبرز الشخصيات المرشحة لتولي المنصب، وذلك في ظل تنافس بينه وبين عدد من الشخصيات المصراتية أبرزهم نائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق ورجل الأعمال المهندس عبد الحميد دبيبة.
وكانت «الاتحاد» قد كشفت في عددها الصادر يوم الخميس الماضي عن بعض الزيارات السرية التي يقوم بها معيتيق إلى عواصم إقليمية ودولية لدعم توليه رئاسة الحكومة، مستنداً على اتفاقه الأخير مع القيادة العامة للجيش الوطني على استئناف تصدير وإنتاج النفط، كاشفة عن تحركات يقوم بها وزير الداخلية فتحي باشاغا لتحقيق التوافق على ترشيحه لرئاسة الحكومة الجديدة باتصالات مع الدول المنخرطة في الأزمة الليبية.
وأوضح المصدر الليبي أن باشاغا سيناقش في القاهرة آلية تثبيت وقف إطلاق النار في البلاد، وخروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من كافة الأراضي الليبية، مشيراً إلى أن ملف حل الميليشيات المسلحة وإعادة هيكلتها أبرز الملفات المطروحة للنقاش خلال زيارته للقاهرة.

إنقاذ 575 مهاجراً قبالة السواحل الليبية
كشفت المنظمة الدولية للهجرة عن إنقاذ 575 مهاجرا قبالة السواحل الليبية، خلال الأيام الماضية عبر عمليات منفصلة.
وأوضح مكتب المنظمة في ليبيا عبر بيان صحافي أمس، أن «خفر السواحل الليبي أنقذ 443 مهاجراً في الفترة بين 27 أكتوبر و2 نوفمبر، وتمت إعادتهم إلى ليبيا». كما نوهت إلى إنقاذ 132 مهاجراً وإعادتهم إلى قاعدة طرابلس البحرية صباح أمس.
وجددت المنظمة دعواتها بعدم إعادة المهاجرين إلى ليبيا، ووصفتها بأنها «ميناءً غير آمن». وأشارت إلى أن عدد المهاجرين الذين تمت إعادتهم إلى ليبيا منذ بداية العام الجاري تجاوز 10 آلاف.
وتعد ليبيا نقطة عبور رئيسية للمهاجرين الهاربين من انعدام الاستقرار في مناطق أخرى في إفريقيا والشرق الأوسط والساعين للتوجّه إلى أوروبا. وازدادت محاولات الهجرة انطلاقا من السواحل الليبية بنسبة 300 بالمئة تقريبا بين يناير وأبريل 2020، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019، بحسب الأمم المتحدة.
والعام الماضي حاول أكثر من مئة ألف مهاجر عبور البحر المتوسط قضى من بينهم 1200 غرقا، وفق المنظمة الدولية للهجرة.