واشنطن، بروكسل (وكالات) 

اتهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس، إيران بأنها تحولت إلى مقر جديد لتنظيم «القاعدة» الإرهابي، مؤكداً في مؤتمر صحفي في واشنطن ما كشفته صحيفة «نيويورك تايمز» في نوفمبر الماضي حول مقتل الرجل الثاني في التنظيم أبو محمد المصري (المتهم بالمساعدة في تدبير تفجير السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام عام 1998) داخل إيران في السابع من أغسطس 2020. وقال: «إن وجود المصري في إيران لم يكن مفاجئاً.. وجوده هناك يعني أن القاعدة لديها مركز جديد: إنه الجمهورية الإسلامية الإيرانية».
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات خاصة بمكافحة الإرهاب على خمسة أشخاص مرتبطين بإيران، واصفة كلاً منهم بأنه إرهابي عالمي مصنف بشكل خاص. وقال بومبيو، إن العقوبات استهدفت اثنين من قادة «القاعدة» المتمركزين في إيران وثلاثة من قادة كتائب التنظيم الكردية. وذكر الموقع الإلكتروني لوزارة الخزانة الأميركية أن المستهدفين المقيمين في إيران هم: «أباتاي محمد أو عبد الرحمن المغربي، وأحمد إسماعيل فؤاد رسول، فؤاد أحمد نوري، وشريف نعمت حمه رحيم حماه (عراقيون)، وسلطان يوسف حسن (يتنقل بين أفغانستان وإيران)».
وقال بومبيو «أود أن أقول إن إيران هي بالفعل نسخة جديدة من أفغانستان، كمركز جغرافي رئيسي للقاعدة، لكنها في الواقع أسوأ»، وأضاف: «على عكس أفغانستان، عندما كانت القاعدة مختبئة في الجبال، فإن القاعدة اليوم تعمل تحت حماية النظام الإيراني». وطالب بمزيد من الضغط الدولي، واصفاً التحالف بين إيران والتنظيم بأنه «قوة هائلة للشر في كل أنحاء العالم»، وقال «إذا تجاهلنا محور الشر هذا إيران/‏‏ القاعدة، فسنكون مسؤولين عن ذلك. علينا أن نواجهه. علينا أن ننتصر عليه».
لكن لم يصل بومبيو إلى حد الدعوة إلى عمل عسكري، قائلاً «إذا كان لدينا هذا الخيار، إذا اخترنا القيام بذلك، فهناك مخاطرة كبيرة جداً بتنفيذه». وأعلن إضافة إلى فرض عقوبات على عددٍ من الأفراد، عن مكافأة مقدارها سبعة ملايين دولار مقابل معلومات عن عضو في القاعدة قال إنه يعتقد أنه موجود في إيران ويُعرف باسم أباتاي محمد أو عبد الرحمن المغربي.
وأقر بومبيو بأن مؤسس القاعدة أسامة بن لادن كان يعتبر أن أعضاء التنظيم في إيران رهائن، وأنه لا يوجد دليل على دعم إيران لهجمات 11 سبتمبر 2001. لكنه أضاف إن إيران في السنوات الأخيرة أعطت «القاعدة» مساحة أكبر من الحرية، بما في ذلك إصدار وثائق سفر، وأن التنظيم لديه قيادة مركزية في طهران، وأن نوابا عن زعيم التنظيم أيمن الظواهري، يتواجدون هناك حالياً. وتحدث عن أسماء بارزة، بينهم الملقب بـ«سيف العدل». ولفت إلى أن طهران سمحت للقاعدة بجمع الأموال والتواصل بحرية مع أعضاء التنظيم الآخرين في أنحاء العالم والقيام بالعديد من المهمات الأخرى التي كانت توجه في السابق من أفغانستان وباكستان.
وذكر وزير الخارجية الأميركي أن هذه العلاقة المشبوهة بيين إيران والقاعدة ليست أمراً جديداً، ففي 2011، كان قاض فيدرالي أميركي قد نبه إلى حصول التنظيم الإرهابي على دعم إيراني في تنفيذ هجمات 11 سبتمبر. وفي عام 2013، أشارت الحكومة الكندية، إلى أن عدداً ممن رتبوا مخططاً إرهابياً في نيويورك أخذوا أوامرهم من قادة يقيمون في إيران. كما أشار إلى أن متشددي القاعدة أصبحوا يستطيعون التنقل في إيران بسلاسة ودون قيود، منذ 2015، أي بالتزامن مع الاتفاق النووي الذي انسحبت منه إدارة الرئيس دونالد ترامب في 2018.
وأثنى بومبيو على سياسة ترامب تجاه إيران، وحذر مما وصفها بمحاولات استرضاء إيران، على الرغم من تماديها في سلوك عدائي. وقال إن ما تقوم به إيران ابتزاز، واصفاً إياها بأسوأ دولة راعية للإرهاب في العالم. ولفت إلى أن أوروبا تخاطر بالتعرض لهجمات إرهابية مصدرها القاعدة المتمركزة بإيران. وسخر أيضاً من بعض المحاولات لإيجاد مسؤولين معتدلين في النظام الإيراني، قائلاً «إن هذه المهمة أصعب من العثور على وحيد القرن». في وقت سارع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى نفي ما أعلنه بومبيو عن ارتباط لإيران بـ«القاعدة».
من جهة ثانية، قال الاتحاد الأوروبي إنه يتعين على إيران العدول عن قرار تخصيب اليورانيوم إلى مستويات نقاء أعلى، وإعطاء الدبلوماسية الدولية فرصة لإنقاذ الاتفاق النووي الموقع عام 2015. وأضاف في بيان: «شروع إيران في تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 20 بالمئة في منشأة فوردو لتخصيب الوقود تحت الأرض... تطور في غاية الخطورة ومبعث قلق شديد». وتابع البيان «يهدد الإجراء الإيراني في هذه المرحلة الحرجة أيضاً بتقويض الجهود الرامية إلى البناء على العملية الدبلوماسية القائمة. نحث إيران على الامتناع عن المزيد من التصعيد والعدول عن هذا العمل دون تأخير».