إيهاب الملاح (القاهرة)
عن 66 عاماً رحل عن عالمنا الناقد والأكاديمي وأستاذ علم نفس الإبداع، د. شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة المصري الأسبق، جراء إصابته بفيروس «كورونا»، وتم تشييع جثمانه اليوم الجمعة، إلى مثواه الأخير.
د. شاكر عبد الحميد، أحد أبرز الأصوات النقدية والعلمية الرصينة المعروفة في الوسط الثقافي العربي والمصري على السواء، وأحد أهم الأساتذة الذين لعبوا دوراً بارزاً في التأصيل لمدرسة علمية خالصة في علم نفس الإبداع، وله جهود بارزة في النقد الأدبي والفنون التشكيلية.
وكان رحمه الله من كبار النقاد الذين أسهموا بنصيب وافر في إثراء المشهد النقدي بمقارباته للرواية والقصة والشعر، وكتب عن العملية الإبداعية في التصوير، وعن عصر الصورة، والفكاهة والضحك.. كما كتب عن الحلم والرمز والأسطورة، والموت في قصص بهاء طاهر، وغيرها من الدراسات العلمية والنقدية المهمة.
شغل د. شاكر عبد الحميد، منصب عميد المعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون بمصر، كما شغل منصب نائب رئيس أكاديمية الفنون السابق (2003-2005)، ومدير برنامج تنمية (تربية) الموهوبين بكلية الدراسات العليا بالبحرين بجامعة الخليج العربي (2005-2011م)، وأميناً عاماً للمجلس الأعلى للثقافة، ووزيراً للثقافة في حكومة الجنزوري.
للمغفور له أكثر من 20 كتاباً في علم نفس الإبداع والتذوق الفني والنقد الأدبي، من أهمها «الأسس النفسية للإبداع الأدبي في القصة القصيرة»، «العملية الإبداعية في التصوير»، «عصر الصورة.. الإيجابيات والسلبيات»، «الخيال من الكهف إلى الواقع الافتراضي»، «الغرابة في الفن»، «الفكاهة والضحك»، «التفضيل الجمالي»، «الفنون البصرية وعبقرية الإدراك»، وترجم الكثير من الكتب المرجعية المهمة والقيمة.
شارك، رحمه الله، في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية والنقدية بمصر والدول العربية، وتولى رئاسة تحرير العديد من المطبوعات والدوريات المهمة بالمجلس الأعلى للثقافة، ونال العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرته العلمية الطويلة، منها جائزة الدولة للتفوق في العلوم الاجتماعية عام 2003، وجائزة شومان للعلماء العرب الشبان في العلوم الإنسانية التي تمنحها مؤسسة عبد الحميد شومان الأردنية عام 1990، وقامت الهيئة العامة لقصور الثقافة بتكريمه مؤخراً ومنحه درع الهيئة تقديراً لجهوده وإنجازاته العلمية.