حسن الورفلي (بنغازي - القاهرة) 

شكل المجلس الرئاسي الليبي خلال اجتماع طارئ، أمس، لجنة يرأسها وزير الداخلية وبعضوية رئيس جهاز المخابرات العامة، ومنسق مكتب مكافحة الإرهاب، لكشف المتورطين في استهداف نقطة أمنية تتبع مديرية أمن سبها، وملاحقتهم وتقديمهم إلى العدالة، وتوفير الدعم اللازم والاحتياجات العاجلة للأجهزة الأمنية بالجنوب، ووضع الآليات والخطط لمكافحة الإرهاب في جميع مناطق ليبيا.
وجدد المجلس الرئاسي إدانته للهجوم الإرهابي، الذي راح ضحيته رجلا أمن، مؤكداً أن مثل هذه الجرائم لن يفلت مرتكبوها من العقاب.
من جانبه، أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، تمسكه بالمصالحة الوطنية وإخراج كل المقاتلين الأجانب والمرتزقة، وتوحيد كل مؤسسات الدولة الليبية، جاء ذلك خلال لقاء المنفي مع أعضاء الهيئة العليا للملتقى الليبي للاستقرار.
وقال المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي الليبي في بيان، إن اللقاء ناقش دعم خريطة الطريق الحالية التي تقود إلى انتخابات 24 ديسمبر من العام الجاري، مشدداً على دعم وقف إطلاق النار، ومتابعة أعمال اللجنة العسكرية المشتركة (5+5).
وفي هذه الأثناء، أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري بسيارة مفخخة، الذي استهدف حاجزاً أمنياً في مدينة سبها، مساء أمس الأول، وتسبب في مقتل رجلي أمن، وإصابة 5 آخرين بجروح.
وأدان رئيس الحكومة الليبية عبدالحميد الدبيبة الهجوم «الإرهابي الجبان»، وقدم تعازيه لأسر الضحايا.
ويعتبر هذا الهجوم الأول منذ أكثر من عام في مدينة سبها، أكبر مدن الجنوب الليبي، الواقعة على بعد نحو 750 كلم جنوب غرب العاصمة طرابلس.
ويأتي الهجوم في وقت تحاول فيه ليبيا الخروج من حالة الفوضى التي عاشتها منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011.
ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة عمر المختار الليبية يوسف الفارسي: إن تداعيات التفجير الإرهابي على سبها، بصفة خاصة وليبيا بصفة عامة، يلقي بظلاله على الوضع الأمني والسياسي، موضحاً أن هذه رسالة يبعثها تنظيم «داعش»، الذي يحاول استعادة نشاطه بشدة في مناطق سيطرة الجيش الوطني، لزعزعة أمن هذه المدن.
وكشف الفارسي، في تصريحات لـ«الاتحاد»، عن وجود تحالف بين الميليشيات المسلحة غرب البلاد مع «داعش»، والتي كانت حليفة لها في السابق في حربها ضد الجيش الوطني الليبي.
بدورها، دانت السفارة الأميركية في ليبيا، الهجوم على قوات الأمن الليبية قرب مفترق بوابة أبناء مازق في سبها. وقالت السفارة، في بيان: إنها تنتظر مزيداً التفاصيل حول هذا التفجير المميت، مذكرة بوجود قوى مصممة على تقويض الاستقرار والوحدة في ليبيا.وفي طرابلس، أكدت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، أنها تسلمت كمية من صناديق الاقتراع كجزء من الدعم الدولي مقدم للمفوضية عن طريق مشروع تعزيز الانتخابات من أجل ليبيا «بيبول».

الدبيبة يدعو لشراكة أوروبية حقيقية لمواجهة الهجرة غير الشرعية
بحث رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبدالحميد الدبيبة أمس، مع مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية، إيلفا جوهانسون، مسألة الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر، وسبل دعم جهود حكومة الوحدة الوطنية في مواجهة هذه الظاهرة، والعواقب السلبية الناتجة عنها، كظاهرة الإرهاب والتجارة بالأعضاء والبشر.
وأكد الدبيبة، بحسب بيان صحفي صادر عن مكتبه، أن الدولة الليبية كونها دولة عبور لن تستطيع وحدها وقف هذه الظاهرة، بل الأمر يحتاج لتعاون جدي من قبل الاتحاد الأوروبي، ومع دول المنشأ، مشيراً إلى ضرورة قيام شراكة حقيقية، وإدارة للأزمة كون الهجرة مسألة حساسة، وتحتاج لمعالجات متنوعة ومختلفة، من إنشاء مشاريع تنموية بدول المصدر، وكذلك دعم للسلطات الليبية ببرامج تدريبية لعناصر جهاز مكافحة الهجرة، وتطوير قدرات خفر السواحل الليبية.

مصر: نقف مع ليبيا ضد العنف والإرهاب
أدانت مصر، أمس، بأشد العبارات الهجوم الإرهابي، الذي استهدف نقطة تفتيش تابعة لمديرية أمن مدينة سبها الليبية.
وأكدت مصر، في بيان أصدره مكتب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أمس، مُجدداً على «وقوفها الكامل مع ليبيا الشقيقة ضد كل ما ينال من أمنها واستقرارها، ودعمها في مواجهة كافة أشكال العنف والتطرف والإرهاب».

حرس السواحل الليبية: إنقاذ 59 مهاجراً أفريقياً
تمكن زورق تابع لحرس السواحل الليبية، أمس، من إنقاذ 59 مهاجراً من الجنسيات الأفريقية، أثناء شروعهم في الهجرة غير الشرعية نحو الشواطئ الأوروبية. وقال الناطق برئاسة أركان القوات البحرية الليبية: إن عملية الإنقاذ جاءت بناء على نداء استغاثة، انطلق على إثرها الزورق «أوباري»، بعد تجهيزه إلى مكان وجود القارب المطاطي، الذي يقل المهاجرين. وأضاف: جرى إنزال المهاجرين في قاعدة طرابلس البحرية، قبل نقلهم إلى جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، الذي يتابع رعاية المهاجرين، وإتمام إجراءات ترحيلهم إلى بلدانهم. وكثيراً ما يخاطر المهاجرون بعبور البحر المتوسط من ليبيا للوصول إلى أوروبا في قوارب صغيرة، ولا ينجو الكثيرون من الرحلة. ووفقًا للأمم المتحدة، فقد نحو 170 شخصاً حياتهم في وسط البحر الأبيض المتوسط حتى الآن خلال العام الجاري.