هدى جاسم ( بغداد)

يعلق الشعب العراقي آمالاً كبيرة على جهود الحكومة الجديدة في محاربة الفساد، وتحسين واقعهم المعيشي، حيث لا تخلو الأحاديث داخل البيوت العراقية من الشأن السياسي بشكل ملفت، فتعاقب الحكومات لم يحقق أحلام الكثير من فئات الشعب وخصوصاً الفقراء الذين ينتظرون من ينتشلهم من الفقر والوجبة الواحدة إن توافرت في يومهم المتعب والمثقل بالهموم.
يقول محمد صلاح (34 عاماً) إنه ينتظر كل يوم في ساحة لتواجد العمال في الباب الشرقي وسط بغداد مع الكثير من أمثاله للفوز بفرصة عمل يطلبها أحدهم، «نحن نتحدث يومياً بمن سيأتي للحكم وينقذنا مما نحن فيه، فالكثير منا يعود إلى منزله من دون فوز بفرصة عمل توفر قوت يوم لأطفاله».
فيما يشير آخر، ويدعى «أبو إبراهيم»، إلى أن «الطرقات التي تقطع بسبب الاحتجاجات أو لعقد جلسة البرلمان أو لأي سبب آخر توقف إمكانية حصولنا على فرصة العمل تلك، وأن الحكومة لا تشعر بحالنا منذ سنوات طويلة. وأكد «أبو إبراهيم»، الذي يبلغ من العمر 54 عاماً أن كل الحكومات تؤكد للشعب العراقي أنها ستحارب الفقر والبطالة لكنها في كل مرة تخفق في الأمر بل إن الفقراء يزدادون بشكل ملفت للنظر.
وتشير التقارير الرسمية في العراق إلى أن ربع سكان البلاد من الفقراء، فيما يشير مراقبون إلى أن الفساد الإداري والمالي، وغياب التخطيط، والخلافات السياسية، انعكست بشكل كبير على الواقع المعيشي للفئات الهشة إذ تُقدر أعداد الفقراء في البلاد بنحو 11 مليوناً من بين 42 مليوناً هم عدد سكان العراق.
وفي إجراء يبدو أنه تأسيس شعبي لمحاربة سرقة المال العام والفساد، ومن أجل النهوض بحال الفقراء عُقد قبل أيام مؤتمر لمكافحة الفساد المستشري منذ 19 عاماً والذي كان حاضنة للإرهاب والقمع وتغييب الحريات والدستور.
وحسب أعضاء في اللجنة التأسيسية للمؤتمر في تصريحات لـ«الاتحاد»، فان المؤتمر الذي عقد في بغداد هو نواة من أجل الفقراء في العراق الذين ينتظرون عودة أموال بلادهم المنهوبة والتي سترفع عن الكثير منهم حالة الفقر.
وقال أحد أعضاء اللجنة التأسيسية للمؤتمر: إن قضاة وناشطين مدنيين ومهندسين في مجال التخطيط السكاني شاركوا في المؤتمر، لرفع قضايا إلى المحاكم الدولية لإعادة أموال العراق المنهوبة التي كان ينتظرها الفقراء لتحسين واقعهم المعيشي منذ سنوات طويلة.
ويقول الناطق الرسمي باسم وزارة التخطيط العراقية عبد الزهرة الهنداوي: إن الوزارة تستعد لإجراء مسح اقتصادي واجتماعي في العراق مدعوم من البنك الدولي.
ومن شأن هذا المسح، حسب الهنداوي، أن يوفر البيانات والمؤشرات الخاصة بواقع الفقر في جميع محافظات البلاد. كما أن مخرجاته ستكون مهمة لاستراتيجية خفض الفقر للسنوات الخمس المقبلة.
ويقول الهنداوي: إن نسبة الفقر في العراق تتراوح بين 22-25%. وتتصدر محافظة المثنى (جنوب غرب) المحافظات الأشد فقراً بنسبة 52%، تليها محافظتا الديوانية وذي قار جنوباً بنسبة 49%.