دينا محمود (لندن)

كشفت مصادر أمنية بريطانية رفيعة المستوى النقاب، عن أن السلطات في البلاد رفعت حالة التأهب، مع اقتراب الاحتفالات السنوية بـ «أعياد الميلاد»، التي تشهدها المملكة المتحدة وغيرها من الدول الغربية، اعتباراً من يوم الأحد المقبل، وحتى مطلع العام الجديد، وذلك خشية من وقوع أي اعتداءات إرهابية، خلال تلك الفترة.
وأشارت المصادر، إلى أن وحدات مكافحة الإرهاب، شددت إجراءاتها الأمنية، وعززت قواتها في جميع أنحاء بريطانيا، وذلك بالتزامن مع تدفق المتسوقين على المناطق التجارية الرئيسة في المدن والبلدات، لشراء الاحتياجات الخاصة بفترة الأعياد، وسط مخاوف من إمكانية وقوع اعتداءات على يد «ذئاب منفردة» تدين بالولاء لتنظيم «داعش» الإرهابي.
وتشمل هذه الإجراءات، نشر مزيد من عناصر الشرطة في الشوارع، ووضع حواجز واستحكامات إضافية، لمنع وقوع أي عمليات دهس محتملة في مدن مثل نيوكاسل ويورك، الواقعت ين شمال غرب وشمال شرق إنجلترا على الترتيب.
وعلى مدار السنوات الماضية، شهدت دول غربية عدة، هجمات إرهابية دموية، بالتزامن مع موسم «أعياد الميلاد»، وقد نُفِذَ عدد منها في مناطق التسوق الخاصة، بمستلزمات هذه الفترة من العام.
وقالت مصادر في شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية، إن ثمة تخوفاً من أن يسعى الزعيم الجديد لتنظيم «داعش» الإرهابي، أبو الحسين الحسيني القرشي، للتخطيط لتنفيذ «هجمات وحشية» في الغرب، رغبة منه في وضع «بصمته»، وذلك بعد أن اختير لقيادة هذا التنظيم الإرهابي قبل أسابيع، عقب مقتل الزعيم السابق له، أبو الحسن الهاشمي القرشي.
وفي تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لصحيفة الميرور البريطانية، قال مصدر أمني لم يتم الكشف عن هويته، «إن من المرجح أن يسعى الزعيم الجديد لـ «داعش» لشن مثل هذه الهجمات، مشدداً على أن «بريطانيا تشكل هدفاً بالتأكيد» لأي اعتداء من هذا النوع.
وفي السياق ذاته، حذر الضابط السابق في الاستخبارات العسكرية البريطانية مايك تاب، من أن التهديدات الإرهابية، تتزايد عادة بالتزامن مع المناسبات الغربية ذات الطابع الديني، في إشارة إلى أعياد الميلاد.
ومن جهتها، دعت هيلين ميليتشاب القائمة بأعمال المنسق الوطني رفيع المستوى لشؤون التأهب والحماية لشرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا، المواطنين للتعاون مع السلطات، لحفظ الأمن في مناطقهم، وذلك على ضوء أنهم «يعرفون هذه المناطق والأحياء أفضل من أي شخص آخر، ما يجعلهم أكثر قدرة على رصد كل ما هو مشتبه فيه».
وأشارت ميليتشاب، إلى أن أجهزة الأمن البريطانية، تتلقى نحو 10 آلاف بلاغ سنوياً، تتعلق بوجود مخاطر أمنية محتملة، قائلة إن 20 في المئة من هذه البلاغات، يتضمن «معلومات استخباراتية مفيدة».
وأضافت المسؤولة الأمنية البريطانية رفيعة المستوى، أن السلطات في المملكة المتحدة، «تعمل ليلاً ونهاراً لرصد أي نشاط إرهابي محتمل»، مشددة على أن الأجهزة المعنية في البلاد سبق أن أحبطت 37 مخططاً إرهابياً كانت في مراحلها الأخيرة، منذ عام 2017.