دينا محمود (دمشق، لندن)

أعلن مصدر عسكري سوري، أمس، أن هجوماً مسلحاً على حافلة عسكرية، مساء أمس الأول، قرب دير الزور شرقي سوريا، أودى بحياة عدد من العسكريين وأصاب عدداً آخر، حسبما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا». 
وذكر المصدر أن «مجموعة إرهابية استهدفت حافلة عسكرية في البادية على طريق المحطة الثانية جنوب شرقي دير الزور، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من العسكريين». وذكرت وسائل إعلام سورية، أن 26 جندياً قتلوا في الهجوم الذي شنه تنظيم «داعش» الإرهابي على الحافلة العسكرية.
وأفادت وسائل الإعلام أن عناصر التنظيم الإرهابي نصبوا كميناً للحافلة في بادية الميادين بريف دير الزور الشرقي واستهدفوها بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة ما أدى إلى مقتل 26 جندياً وإصابة عدد آخر.
ويرى محللون ضرورة ألا يدفع إعلان تنظيم «داعش» الإرهابي قبل نحو أسبوع عن مقتل زعيمه الرابع
بعدما تولّى قيادة التنظيم لبضعة أشهر، دول العالم، إلى التقليل من شأن التهديد، الذي لا يزال يشكله التنظيم الدموي.
وشدد المحللون، على أن سلسلة الانتكاسات والهزائم، التي أفقدت «داعش» على مدار السنوات القليلة الماضية، عدداً من كبار قياداته وكثيراً من مسلحيه، بجانب مساحات واسعة من الأراضي التي كان يسيطر عليها، لا تعني أن خطره على الأمن الإقليمي والدولي قد زال.
واعتبر المحللون، أنه لا يجب الركون إلى ما قد يستنتجه البعض، من أن توالي مقتل قادة التنظيم الإرهابي بوتيرة متسارعة، يكشف عن تراجع قوته وانحسار تهديده بشكل تدريجي، مُشددين على أن بلورة مثل هذا الاستنتاج، يمثل «أمراً سابقاً لأوانه».
وشددوا في تصريحات نشرتها إذاعة «صوت أميركا» على موقعها الإلكتروني، على أن «داعش» يشكل «تهديداً بعيد المدى»، قائلين إنه رغم اتفاقه مع التقديرات، التي تفيد بأن عدد عناصر التنظيم في العراق وسوريا لم يعد يتجاوز حالياً 2000 مسلح، فإن هذه الجماعة الإرهابية لا تزال قادرة على إعادة تنظيم صفوفها.
وحذر مسؤولون أميركيون من أن المحتجزين التابعين للتنظيم والقابعين في معسكرات اعتقال بشمال شرقي سوريا، لم يفقدوا حماستهم بعد لمواصلة هجماتهم، مؤكدين أنهم باتوا يمثلون تجمعاً خطيراً، لا سيما أن عددهم، يُقدر بقرابة 10 آلاف عنصر، كما أن وسع ذلك التنظيم الإرهابي إعادة بناء صفوفه بسرعة، إذا ما تسنى له تهريب عناصره من تلك المعسكرات، عبر عمليات تشبه تلك العملية التي نُفِّذَت في يناير 2022، بهدف اقتحام سجن الصناعة في مدينة الحسكة السورية.