حسن الورفلي (القاهرة)
أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، ضرورة دخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والسماح بدخول مزيد من الطواقم الطبية، مؤكدة أن وقف الأعمال العدائية ضرورة إنسانية.
وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط، إيمان الطرابلسي، في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، إن اللجنة جهزت 60 طناً من المواد الإغاثية وطواقم طبية إضافية، بينهم أطباء جراحة، لمساندة السلطات الصحية والهلال الأحمر الفلسطيني في عملهم الإغاثي بمجال الصحة، مضيفة: «للأسف، حتى اللحظة لم تدخل الطواقم الإضافية، ونأمل في أن تكون هناك خطوات حثيثة في المستقبل القريب؛ لأنها مسألة حياة أو موت لمئات الآلاف ممن هم في أمسّ الحاجة للمساعدات الإنسانية».
ورحبت الطرابلسي بإدخال الدفعة الأولى من المساعدات عبر معبر رفح البري إلى السكان في قطاع غزة، مؤكدة أنها «خطوة إيجابية».
ودعت المتحدث الإقليمية باسم «الصليب الأحمر» الأطراف كافة إلى النظر في مسألة دخول المساعدات بشكل مستدام ومنتظم، أخذاً في الاعتبار الاحتياجات الأساسية التي يحتاج إليها سكان قطاع غزة، مشيرة إلى التقارير التي تصل إلى «الصليب الأحمر» عن وجود وضع إنساني متدهور، ولفتت إلى أن القطاع الصحي «على مشارف الانهيار في وضع شبه كارثي» للسكان، خاصة المهجرين من منازلهم.
ولفتت إلى أن «الصليب الأحمر» تتلقى صوراً وتقارير لزملائهم داخل غزة حول عائلات فلسطينية لا تتوافر لديها مياه صالحة للشرب أو أطعمة، وهي أمور أساسية، لكنها غير متوافرة بشكل كامل، مشيرة إلى أن عشرات آلاف العائلات الفلسطينية لا تجد أماكن مجهزة للجوء.
وشددت الطرابلسي على أن شحنات المساعدات التي دخلت إلى غزة حتى الآن لا تكفي، والسكان فعلياً في حاجة ماسة إلى المزيد من المواد الإغاثية.
ولفتت إلى أن دخول مواد الإغاثة وفتح معبر رفح لدخول مزيد من المساعدات وحدهما لا يحلان المشكلة؛ لأن الفاعلين الإنسانيين يحتاجون لتوقف الأعمال العدائية حتى ولو بشكل مؤقت، كي يمكن إيصال وتوزيع المساعدات بالشكل الملائم، ولتتمكن فرق «الصليب الأحمر» من أداء عملها الميداني بشكل كامل، وتوفير ضمانات أمنية، وقالت: إن تواصل العنف يمنع فرق «الصليب الأحمر» من التحرك ميدانياً.
وأشارت إيمان الطرابلسي إلى أن دخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة أمر أساسي، والسماح بدخول مزيد من الطواقم سيخلق الكثير من التقدم على مستوى تمكن القطاع الصحي من الاستجابة للاحتياجات الحالية.
ونبهت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أمس، إلى أنها ستضطر للتوقف عن العمل في جميع أنحاء قطاع غزة، بدءاً من اليوم، إذا لم تتزود بالوقود.
وقالت «الأونروا» عبر منصة «إكس»: «إذا لم نحصل على الوقود بشكل عاجل، فسنضطر إلى وقف عملياتنا في قطاع غزة اعتباراً من ليلة الأربعاء».
ودقت وكالة الإغاثة ناقوس الخطر بشأن نقص الوقود الذي يستخدم لتشغيل الخدمات الحيوية في غزة، مثل المستشفيات التي تعتمد على مولدات الكهرباء.
وقالت جولييت توما مديرة الاتصالات في «الأونروا»: «الوقت ينفد، نحن بحاجة ماسة إلى الوقود».
وذكرت منظمة الصحة العالمية، أمس، أن «ستة مستشفيات في جميع أنحاء غزة أغلقت بالفعل بسبب نقص الوقود».
وأضافت المنظمة: «إنها تمكنت من إيصال إمدادات محدودة، بدعم من (الأونروا)، إلى أربعة مستشفيات، أمس الأول، ومع ذلك، فإن هذا يكفي فقط لإبقاء سيارات الإسعاف ووظائف المستشفى الحيوية تعمل لمدة تزيد قليلاً على 24 ساعة».