أديس ابابا (وكالات) 

افتتح قادة دول الاتحاد الإفريقي، أمس، قمة في أديس أبابا تستمرّ يومين، لبحث عدة ملفات بينها النهوض بالتعليم وإصلاح هياكل التكتل والتكامل الإقليمي والاندماج الاقتصادي، في ظل أزمات سياسية تهدد بتقويض التنمية في القارة.
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي خلال افتتاح اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي الذي يضم وزراء خارجية الدول الأعضاء، إنّ «تجدّد الانقلابات العسكرية، وأعمال العنف قبل وبعد الانتخابات، والأزمات الإنسانية المرتبطة بالحرب أو آثار تغيّر المناخ، كلّها مصادر قلق كبيرة للغاية بالنسبة إلينا».
وقال إن منطقة البحيرات الكبرى في وسط إفريقيا تشهد تفاقما لـ«أزمات أزلية» يؤجّجها النزاع في شرق الكونغو الديموقراطية.
وشدّد فقي على أن «إفريقيا لا يمكن أن تبقى مكتوفة اليدين ولا تعمل على تعزيز السلام الحقيقي في المنطقة»، مشيرا إلى أنّ هذه العوامل «تهدّد بشكل خطير بتقويض مؤشرات نهوض إفريقيا التي نعتزّ بها».
ويعقد قادة الاتحاد الأفريقي لقاء قمة في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا،  لبحث عدة ملفات بينها النهوض بالتعليم وإصلاح هياكل التكتل والتكامل الاقليمي والاندماج الاقتصادي. 
وقالت وكالة الأنباء الإثيوبية إن 49 دولة أكدت حضورها في القمة الـ37 لرؤساء وحكومات الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا بينها 30 دولة يمثلها رؤساؤها إضافة إلى قادة دوليين وممثلين عن منظمات إقليمية ودولية في مقدمتهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ودول وشركاء آخرين. كما ذكرت تقارير إعلامية محلية أن قادة الاتحاد سيركزون خلال قمتهم التي تعقد تحت شعار «تعليم أفريقي مناسب للقرن الحادي والعشرين، بناء أنظمة تعليمية مرنة لزيادة الوصول الى التعلم الشامل والمستمر والجيد والملائم في أفريقيا» على ملف التعليم. 
وأوضحت التقارير أن أوضاع التعليم ستحظى بالأولوية في جدول أعمال القادة وذلك باختيارها لتكون موضوع الاتحاد الأفريقي لعام 2024 بهدف توحيد الدول الأفريقية في إطار خطة للنهوض بالتعليم في القارة من خلال تصميم وتنفيذ نماذج تعليمية ذات جودة مرنة وشاملة لإحداث تحول في مجال التعليم بإفريقيا. 
وأضافت أن المناقشات ستركز كذلك على مسائل وقضايا مثل إصلاح هياكل التكتل الأفريقي والتكامل الإقليمي والاندماج الاقتصادي والإعلان عن إطلاق الخطة العشرية الثانية لتنفيذ أجندة الاتحاد الأفريقي 2063 (أفريقيا التي نريد). 
ويأتي انعقاد القمة وسط تزايد للتحديات المطروحة على أجندة قادة الاتحاد لاسيما ما يتعلق بالأوضاع الأمنية والاقتتال الداخلي وتصاعد أعمال العنف والإرهاب في عدد من دول شرق القارة مثل السودان والكونغو الديمقراطية بالإضافة إلى التوتر بين الصومال وإثيوبيا. 
كما يشهد غرب القارة أوضاعا أمنية وسياسية مقلقة خاصة في دول مالي وبوركينا فاسو والنيجر، بالإضافة إلى أزمة سياسية في السنغال بسبب ملف الانتخابات والصراع بين السلطة والمعارضة والتحديات والأزمات المرتبطة بالإرهاب والتطرف وتغير المناخ التي تلقي بظلالها على عموم القارة.